مع اقتراب إغلاق ملف تسليم الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس من نهايته، بعد أن سلّمت الحركة معظم الجثث التي كانت تحتفظ بها (نحو 28 جثة) منذ بدء اتفاق الهدنة في نوفمبر 2024. ولم يبقَ سوى جثة واحدة فقط، يجري البحث عنها حالياً في منطقة حي الزيتون جنوبي مدينة غزة بمساعدة الصليب الأحمر الدولي.
وما بين الإصرار الإسرائيلي والغموض الذي يلف مصير الجثة الأخيرة، تبرز تساؤلات جوهرية حول الخطوة التالية، وفي مقدمتها، هل سيُشكّل تسليم الجثة الأخيرة البوابة الرسمية للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب للتسوية في قطاع غزة؟ أم يستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا التطور للتنصّل من الالتزامات السياسية، وبدء جولة جديدة من التصعيد العسكري في غزة؟
وفي السياق نفسه، يرى المحلل السياسي لطفي الزغير، أن نتنياهو يواجه ضغوطاً داخلية من قبل اليمين المتطرف، الذي يصف المرحلة الثانية بـ"الأصعب" بسبب مطالب نزع السلاح الكامل لحركة حماس، التي ترفض من جانبها أي تسليم لسلاحها إلا في حال الاتفاق على آلية لقيام الدولة الفلسطينية .
وقال زغير لـ "إرم نيوز"، إن تسليم الجثة الأخيرة لدى حركة حماس قد يُستخدم كـ"انتصار معنوي" من قبل نتنياهو للانسحاب جزئياً من بعض الأراضي التي توسع فيها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، مع الحفاظ على المناطق التي تقع خلف "الخط الأصفر" كـ"حدود جديدة" يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي؛ ما يُعيق الإعمار ويُبقي على الضغط العسكري.
وبحسب خطة ترامب فإن إكمال المرحلة الأولى تستوجب إعادة جميع الأسرى الأحياء والأموات للانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تركز على إنهاء حكم حماس، إقامة حكومة فلسطينية تقنوقراطية تحت "مجلس سلام دولي"، ونشر قوة أمنية دولية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح في وقت سابق أن "المرحلة الثانية ستحدث قريباً جداً"، مع خطط لإعلان حكومة غزة جديدة قبل عيد الميلاد.
واستنادا إلى هذه التصريحات يؤكد المحلل السياسي نور الدين حمودة، أن ترامب يملك القدرة في حال رغب على إلزام نتنياهو بالانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته الخاصة بالتسوية في غزة وهي المرحلة التي ستكون محور نقاش خلال اجتماع ترامب- نتنياهو المتوقع عقده في واشنطن الشهر الجاري.
وفي معرض ترجيحه الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب، يشير المحلل حمودة في حديث لــ"إرم نيوز"، إلى تصريحات نتنياهو الأخيرة بأن "المرحلة الثانية ستُبدأ قريباً"، قائلا إنه من الممكن أن يشكل تسليم الجثة الأخيرة مدخلاً لتحول سياسي إيجابي لدفع المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي المحصلة ،فإنه وبرغم أن تسليم الجثة الأخيرة من الأسرى الإسرائيليين يُفترض بحسب خطة ترامب أن تمهد للانتقال إلى المرحلة الثانية ،إلا أن المخاطر التي تحيط بالعملية بسبب رفض التيار المتطرف في الحكومة الإسرائيلية لمثل هذه الخطوة، يُبقي النجاح رهنا بالضغوط الأمريكية على نتنياهو لاستكمال المفاوضات.