فوق ركام غزة وضبابية أفق الحل تتحرك واشنطن نحو إعلان قد يغير شكل القطاع برمته.. مرحلة ثانية من خطة السلام تتناول المستقبل وتبني قواعدها على أرض من الرمال المتحركة..
وبين بنود حبيسة الورق وعوائق لا تنفك عن تعطيل التنفيذ، يجد اتفاق غزة نفسه في لحظة اختبار حقيقية لا تشبه سابقاتها.
الترتيبات الجديدة لا تشير إلى مجرد مبادرة سياسية، بل إلى مشروع متكامل لإعادة إدارة غزة عبر حكومة انتقالية وقوة دولية توجد على الأرض..
هذا التحول يأتي فيما تختبر الهدنة الهشة يوميا بالغارات والاشتباكات المتقطعة، ما يجعل أي خطوة سياسية رهنا بقدرة الأطراف على منع انزلاق الميدان نحو الانفلات.
معلومات لموقع "أكسيوس" كشفت أن إدارة الرئيس دونالد ترامب باتت في المرحلة النهائية من صياغة هيكل الحكومة الجديدة في غزة، وأن الكشف عن تفاصيلها سيتم خلال أسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير.
وبالتوازي تعمل واشنطن على إنهاء ترتيبات قوة دولية يجرى تصميم تفويضها وصلاحياتها لتتولى أمن القطاع ضمن فترة انتقالية.
لكن التطورات الميدانية في غزة لا تمنح هذه الخطط مسارا سهلا وفقا لمراقبين، فالغارات الإسرائيلية التي لا تعرف خط النهاية، تكشف بشكل متكرر هشاشة الهدنة رغم محاولات تثبيتها، كما أن لقضية مقاتلي حماس العالقين في الأنفاق نصيبا من قائمة المعرقلات.. لذا، قد تجد المرحلة الثانية نفسها في حقل ألغام يرديها قتيلة في أي لحظة.
وفي ظل هذا المشهد المتداخل بين دبلوماسية تتحسس طريقها وميدان يشتعل عند أول شرارة، يبقى السؤال المطروح هل تولد تسوية كاملة في غزة قبل أن يخنقها التصعيد أم تعود الأزمة إلى مكان تفوح منه رائحة الدم والبارود هناك حيث نقطة الصفر؟..
