رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
أثارت دعوة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى إعلان مدينة قابس جنوب البلاد منطقة منكوبة مخاوف بشأن انهيار الوضع هناك.
يأتي ذلك مع تصاعد الغضب الشعبي جراء أزمة التلوث التي أثارها المجمع الكيميائي وذلك وسط مطالبات بغلقه.
وكانت ولاية قابس قد شهدت في الأسابيع الماضية احتجاجات حاشدة وإضرابًا عامّا قاده الاتحاد العام التونسي للشغل للمطالبة بغلق المجمع الكيميائي وهو مؤسسة حكومية تأسست منذ عقود لمعالجة الفوسفات الذي يعتبر إحدى ركائز الاقتصاد الوطني في بلد يواجه أزمة خانقة.
منطقة منكوبة بالفعل
وتأتي هذه التطورات في وقت تدرس فيه السلطات التونسية العديد من الخيارات من أجل معالجة الأزمة التي تعرفها قابس ومن بينها الاستعانة بفريق من الخبراء المتخصصين لتفكيك وصيانة الوحدات الصناعية المتسببة في التلوث البيئي في المدينة.
وقال الناشط في حملة "أوقفوا التلوث في قابس"، هاني بن فرج، إن "قابس منطقة منكوبة بالفعل وأهاليها يعتبرونها كذلك فالتلوث والفوسفوجيبس أصابا السكان بأمراض خطيرة على غرار هشاشة العظام وضيق التنفس والسرطان".
وأضاف بن فرج في تصريح لـ "إرم نيوز" أنه "منذ 53 عاما وولاية قابس تعاني وضعا بيئيا واقتصاديا وصحيا صعبا جدا لذلك نعتبر أن الولاية منكوبة وهذا ليس وليد اللحظة فمنذ تأسيس المجمع الكيميائي والمدينة منكوبة، وهو الأمر الذي أدى إلى الاحتجاجات الحاشدة مؤخراً والتي بلغ فيها عدد المتظاهرين نحو 130 ألفا وهو رقم غير مسبوق في البلاد".
وشدد على أن "اليوم هناك الكثير من الأهالي الذين تم إيواؤهم المستشفيات بسبب أمراض هشاشة العظام وضيق التنفس والسرطان وهي كلها أمراض ناجمة عن الغازات السامة التي تنبعث من المجمع الكيميائي".
وختم بن فرج بالقول إن "رئيس الجمهورية قيس سعيد اعتبر أن ما يحدث في قابس يشكل جريمة دولة لذلك نحن في انتظار القرارات التي تتناسب مع الوضع خاصة أن بقاء المجمع يزيد من معاناة الأهالي".
خيارات ضئيلة
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة التونسية أصدرت في العام 2017 قرارا بتفكيك الوحدات الصناعية التي تسببت في التلوث في قابس، لكنه لم ينفذ حتى الآن.
بدوره، قال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إن "أزمة قابس تحولت إلى صداع حقيقي برأس السلطة والمجتمع معا وسط خيارات ضئيلة لمعالجتها بالنظر إلى العديد من الاعتبارات".
وأضاف العبيدي في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هذا المصنع يوظف المئات وسيعني غلقه إحالتهم على البطالة لذلك على السلطات الموازنة بين الحفاظ على صحة الأهالي والبيئة وعدم خسارة المجمع كمؤسسة وطنية تعد ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني".
ولفت إلى أن "لا أحد ينكر أن الوضع البيئي والصحي صعب في قابس لكن يجب التعامل معه بعقلانية وبشكل يحل الأزمة ولا يخلق مشكلات أخرى".
