رجّح خبراء ومختصون في الشأن السياسي أن تسعى إسرائيل إلى تقديم اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، في الوقت الذي يبدو فيه أن مفاوضات التهدئة في غزة وصلت إلى طريق مسدود.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن إسرائيل تعمل على إعداد خطة لوقف إطلاق النار في لبنان، ووصفت مصادر رسمية هذه الخطة بأنها "هدية لترامب".
وأوضحت الصحيفة أن وزيرًا في الحكومة الإسرائيلية ناقش هذا المقترح مع ترامب ومستشاره.
ونقلت الصحيفة عن مساعد مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن "القيادة الإسرائيلية تضغط من أجل المضي قدمًا في الاتفاق، الذي يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية خلال سبعة أيام من توقيعه، وتسليم المنطقة للجيش اللبناني، مع ضمان التزام لبنان بمنع نقل الأسلحة إلى حزب الله".
إرضاء ترامب
من جانبه، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ إن "إسرائيل تفضل التوصل إلى اتفاق تهدئة على جبهتها الشمالية مع لبنان، بدلًا من التوصل لاتفاق مع حركة حماس بشأن الحرب الدائرة في غزة"، وأشار إلى أن نتنياهو يدرك حاجة ترامب لاتفاق يعزز مكانته السياسية.
وأوضح صباغ، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "نتنياهو والمقربين منه سيعملون على إرضاء ترامب وتحقيق ما يصبو إليه في أول أيامه بالحكم، من خلال التأكيد على صوابية خيار الناخبين الأمريكيين".
وأضاف أن "هذا الاتفاق سيعطي ترامب ذريعة للمضي قدمًا في تنفيذ سياساته".
وأضاف أن "إسرائيل ستتمكن عبر هذا الاتفاق من تأجيل أي تهدئة مع حماس بشأن غزة لأجل غير مسمى، وستقنع إدارة ترامب بعدم ممارسة أي ضغوط عليها لتحقيق ذلك"، وأكد أن "تحقيق التهدئة في إحدى الجبهات سيمثل انتصارًا استثنائيًّا للإدارة الأمريكية الجديدة".
وأشار صباغ إلى أن "هذا الاتفاق سيمنح كلًا من نتنياهو وترامب أوراقًا سياسية أقوى لمناورة المجتمع الدولي بشأن الملفات السياسية والأمنية والعسكرية المتعلقة بالشرق الأوسط والعالم"، وبيّن أن "الاتفاق بين إسرائيل ولبنان سيكون مدخلًا لتنفيذ سياسات نتنياهو في المنطقة"، وفق تقديره.
خياران إسرائيليان
بدوره، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إن "إسرائيل أمام خيارين: إما التوصل إلى اتفاق تهدئة مع لبنان أو مع حركة حماس في غزة"، ولفت إلى أن "أحد هذين الخيارين سيُعلن مع بداية ولاية الرئيس الأمريكي الجديد".
وأوضح شلحت، في حديثه لموقع "إرم نيوز"، أن "نتنياهو ووزراءه المقربين يميلون إلى الخيار الأول؛ لأنه يمنحهم فرصة للعمل بحرية في الأراضي الفلسطينية لتنفيذ مخططات الضم والاستيطان، وتدمير فكرة حل الدولتين".
وأشار إلى أن "المفاوضات بين إسرائيل ولبنان وصلت إلى مرحلة متقدمة يمكن البناء عليها للتوصل إلى اتفاق تهدئة، على حين أن المفاوضات بشأن الحرب في غزة وصلت إلى طريق مسدود ولا يُتوقع أن تحقق أي نتائج تُذكر في الفترة المقبلة".
وأضاف شلحت أن "حزب الله يدرك أكثر من حماس خطورة مواصلة القتال ضد إسرائيل، بينما تصرّ حماس على رؤية نفسها المنتصر الوحيد في الحرب، ويعتقد قادتها أنهم قادرون على إجبار نتنياهو على القبول بشروطهم في صفقة التبادل".
وختم شلحت بالقول: "بتقديري، فإن الاتفاق مع لبنان أقرب بكثير من التوصل إلى تهدئة مع غزة، هذا الأمر سيرضي ترامب الذي يبحث عن أي إنجاز في بداية ولايته، ما يمكنه من تنفيذ رؤيته السياسية والأمنية والعسكرية داخل الولايات المتحدة وخارجها دون معارضة تُذكر".