رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
تسود حالة من الضبابية والغموض الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية، على حد سواء، بسبب التباين الواضح والفجوة الواسعة بين رد حركة حماس وتصريحات قادتها ومواقف إسرائيل غير الواضحة إزاء خطة إنهاء حرب غزة.
ويسهم انعدام الثقة بين الطرفين المتصارعين منذ عامين في قطاع غزة في تعزيز الشكوك حيال إمكانية تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة، خاصة بعد التجاذبات السياسية التي تلت رد حماس على ترامب.
ورأى مراقبون أن حركة حماس منحت الرئيس الأمريكي ما يريده، وهو الموافقة على خطته، من خلال رد رسمي أرسل إلى ترامب، فقد اعتبر قادة الحركة الخطة "مبدئية" وسيعقبها مراحل لاحقة من التفاوض على التفاصيل.
وجاء رد حماس الرسمي المرسل إلى واشنطن، والمنشور على منصات الحركة، خالياً من أي تفاصيل تتعلق بالقضايا الأبرز التي تنشدها أمريكا وإسرائيل، وعلى رأسها سلاح الحركة ونفي قادتها وتسليم السلطة.
وكشف رد الحركة عن طبيعة تعاملها مع خطة ترامب، بقولها إنها "أجرت مشاورات معمقة في مؤسساتها القيادية، ومشاورات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، ومشاورات مع الإخوة الوسطاء والأصدقاء، للتوصل لموقف مسؤول في التعامل مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد لمقربين منه أنه فوجئ بإعلان ترامب قبول حماس خطته، معتبراً أن رد الحركة هو رفض واضح لخطة ترامب، وعبّر في اجتماع، ليل الجمعة، عن ضرورة التنسيق بين إسرائيل وأمريكا في ما يخص الحرب على غزة والمفاوضات.
وتضمن رد الحركة نصاً: "نعلن الموافقة على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، وفي هذا السياق تؤكد الحركة استعدادها للدخول فوراً من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك".
وتابع البيان: "تجدد الحركة موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستناداً إلى الدعم العربي والإسلامي".
وختم البيان بالقول إن "ما ورد في مقترح الرئيس ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة فإنَ هذا مرتبط بموقف وطني جامع واستناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، وتتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية".
وقال القيادي في حماس موسى أبو مرزوق إن الحركة وافقت على الخطة بعناوينها الرئيسة كمبدأ وإن تطبيقها يحتاج لتفاوض، مؤكداً أن كل التفاصيل المتعلقة بقوة حفظ السلام تحتاج إلى تفاهمات وتوضيح.
وشدد أبو مرزوق في تصريح له على أن تسليم الأسرى والجثامين خلال 72 ساعة كما يريد الرئيس الأمريكي أمر نظري وغير واقعي في الظرف الحالي، على حد تعبيره.
وتابع: "تعاملنا بإيجابية مع النقاط التي تعني الحركة في خطة ترامب والأولوية لوقف الحرب والمجازر، ومن هذه الزاوية تعاملنا بإيجابية مع خطة ترامب وسندخل في تفاوض بشأن كل القضايا المتعلقة بالحركة والسلاح".
وأكد القيادي "سندخل في تفاوض بشأن كل القضايا المتعلقة بالحركة والسلاح"، مشدداً على أنه "لا يمكن تنفيذ خطة ترامب دون التفاوض، وبالنسبة لسلاح الحركة فإن إسرائيل تزعم أنها دمرت 90% من قدرات حماس فأين هو السلاح؟".
ولفت أبو مرزوق إلى أن الحركة وافقت على تصور إقليمي ودولي قدمته مصر يشمل أجوبة بشأن السلام والمستقبل، وقال :توافقنا على تسليم إدارة غزة لمستقلين ومرجعية ذلك السلطة الفلسطينية".
ونوه بأن "رسم مستقبل الشعب مسألة وطنية لا تقرر فيها حركة حماس بمفردها بعيدا عن الفصائل الفلسطينية، وعلى الولايات المتحدة النظر بإيجابية لمستقبل الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن "حماس حركة تحرر وطني، وتعريف الإرهاب في الخطة لا يمكن أن يطبق عليها"، مشدداً على أن الحركة ستسلم السلاح للدولة الفلسطينية القادمة وأن من يحكم غزة سيكون بيده السلاح.
من جهته، القيادي البارز وممثل جناح الصقور في الحركة أسامة حمدان، قال إن محاولة استبعاد حماس من العملية السياسية الفلسطينية لن تنجح، وتوقع أن يقدم ترامب رداً إيجابياً يكافئ إيجابية الحركة في ردها، بحسب قوله.
وشدد على أن هناك اتفاقا وطنيا فلسطينيا على إدارة غزة من هيئة فلسطينية، واعتبر دخول إدارة أجنبية أو قوات أجنبية إلى غزة غير مقبول.
بدوره، قال طاهر النونو، الناطق باسم الحركة، إن تصريحات الرئيس ترامب لوقف القصف الإسرائيلي في قطاع غزة فورا، هي تصريحات مشجعة، وإن حماس جاهزة لبدء مفاوضات فورا لإنجاز عملية تبادل الأسرى ووقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
وتترقب الدوائر السياسية ما ستسفر عنه الساعات المقبلة، خاصة بعد كشف القناة 12 العبرية، عن صدور تعليمات من القيادة السياسية لإسرائيل للوفد المفاوض بالاستعداد للسفر إلى مصر لإجراء جولة جديدة من المفاوضات ستكون مختلفة في السياق والتنفيذ عما تم في السابق.