بدأت معارك حكم غزة في اليوم التالي من الحرب تشتعل، قبل حتى بلورة صورة نهائية لإنهائها، وفق ما أفاد تقرير عبري.
وفي القاهرة، يدور الحديث عن حكومة تكنوقراط بالقطاع، بينما في إسرائيل يكتفون بالميلشيات المواجهة لحركة حماس، والتي تنشغل أحياناً بالاشتباكات معهم، وفق ما ذكرت مجلة "صوف شاڤوع" العبرية.
وقالت المجلة إن "الكل في غزة يرتقب اليوم الذي ينتهي فيه حكم حماس الذي عانى منه الغزّيون لأكثر من 18 عامًا، ولا يحمّلون المسؤولية لحماس فقط، بل للسلطة الفلسطينية، التي منحت الحركة المساحة بسياساتها وممارساتها".
ويقول أهالي غزة: "سئمنا من المحاولات الفاشلة والقادة غير المرغوب فيهم شعبياً، سواء من السلطة أو حماس، ونرفض تجار الدين" وفق ما نقلت المجلة.
وذكرت المجلة أنه بعد مرور ما يقرب من عامين على هجوم 7 أكتوبر، ووسط الحرب على غزة، لا تزال إسرائيل تفتقر إلى خطة حقيقية لليوم التالي".
وأضافت أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يزال يكتفي بشعارات ("سننقل السلطة إلى جهة أخرى، ليست حماس، وليست السلطة الفلسطينية")، دون جدول زمني، ودون إجابة على سؤال بسيط: من سيحل محل حماس، وبأي ثمن؟"
ووفق المجلة فإن قائمة الخيارات قليلة، ومنها حكومة تكنوقراط فلسطينية بإشراف السلطة الفلسطينية وقوى أخرى، وهي الإطار الوحيد الذي نوقش لأشهر طويلة خلال المفاوضات.
أما الأفكار الأخرى، فمنها حكم العشائر، أو المجموعات والميليشيات المسلحة، أو حكومة عسكرية إسرائيلية، وجميعها ليست قابلة للتنفيذ.
وتابعت المجلة أنه "بينما تحاول مصر رسم مسار، تبدو إسرائيل وكأنها بلا أفق، وحماس لا تزال هنا، بلا نية للرحيل".
ونقلت عن مسؤول فلسطيني أن "فكرة العشائر لا تُجدي نفعًا، ونتنياهو لا يريد السلطة الفلسطينية على الإطلاق، لأن وجودها ككيان مسؤول عن غزة والضفة الغربية يمهد الطريق أمام قيام دولة فلسطينية".
وأشار إلى أن "هذا السيناريو الذي سعى رئيس الوزراء إلى منعه على طول الطريق، حتى لحساب تقوية حماس من أجل تعميق الانقسام الفلسطيني الداخلي، كما فعل طيلة السنوات الماضية".
ومن المنظور الفلسطيني، الحل واضح: "قوة عربية، بدعم أمريكي، تدير غزة والسلطة الفلسطينية مؤقتًا، كجزء من الحل"، وفق المجلة.
وأضافت: "يجب أن تبقى القضايا الأمنية في أيدي قوة عربية داعمة تُدرّب الشرطة الفلسطينية. وستتولّى هذه القوة أيضًا التعامل مع مشكلة الأسلحة، وحماس، والأنفاق".
ووفقاً للدكتور مايكل ميلستين، فإن سوق الأفكار الحالية ضعيفٌ للغاية. "باستثناء المبادرة المصرية التي تحولت إلى مبادرة عربية، مؤكداً أنه لا توجد أي مقترحات واقعية مطروحة على الطاولة".
ويضيف ميلستين، وهو رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، أن "المبادرة المصرية، تشمل صفقة وإدارة تكنوقراطية في غزة، وهو أهون الشرين" وفق تعبيره.
ولفت إلى أن "فكرة حكم العشائر أو المجموعات المسلحة، مثل ياسر أبو شباب، التي يشيع صداها في إسرائيل، منفصلة عن النظرة الفلسطينية للعالم، فقد برز جيل شاب هناك بهوية وطنية أقوى بكثير من هوية العشائر".
وبحسب قوله، فقد "تبرأت" عشيرة أبو الشباب من ياسر الذي يعمل باستقلالية نسبية ودون أي نفوذ عشائري حقيقي خلفه، فهي مجموعة تسيطر على الأطراف الشرقية لحي تل السلطان، ولا يمكنها أن تتطور إلى أي بديل في غزة.
ويصف ميلستين لـ"صوف شاڤوع" أن احتمال عودة السلطة الفلسطينية إلى القيادة في غزة بأنه سيناريو بعيد المنال، بغض النظر عن قرار إسرائيل استبعاد هذا الخيار.
من جانبه، يحدد مخيمر أبو سعدو، محاضر العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أولويات واضحة، بقوله: "أهم ما يواجهه الفلسطينيون في غزة، الآن، هو وقف الحرب والمجاعة. فما حدث خلال الـ 22 شهرًا الماضية كان بالغ الصعوبة، ولم يعد الناس يتحملونه.
ووفق قوله، سكان غزة، الآن، غير مهتمين بمسألة من سيحكم القطاع بعد انتهاء الحرب. إنهم يريدون انتهاء الحرب، والمجاعة، وتدفق المساعدات الإنسانية".