انتخب مجلس النواب العراقي، اليوم الاثنين، القيادي في حزب "تقدم"، هيبت حمد الحلبوسي، رئيسًا للمجلس في دورته البرلمانية السادسة.
وجاء انتخاب الحلبوسي بعد سلسلة اجتماعات ومشاورات مكثفة شهدها المجلس السياسي الوطني والقوى السنية الفائزة بالبرلمان، وسط تباين في المواقف بشأن هوية المرشح الأوفر حظًا، قبل أن تتجه الكفة نحو خيار التوافق النسبي الذي أفضى إلى حسم المنصب خلال الجلسة الأولى.
فمن هو رئيس البرلمان الجديد؟
هيبت الحلبوسي سياسي عراقي، من محافظة الأنبار، وهو من مواليد عام 1980.
ويعد هيبت من أبرز الوجوه البرلمانية التي ظهرت خلال الدورات النيابية الأخيرة، وينتمي إلى حزب "تقدم" الذي يتزعمه محمد الحلبوسي، ويصنف ضمن القيادات المؤسِسة للحزب.
يحمل هيبت شهادة البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من الجامعة المستنصرية في بغداد، ودخل العمل النيابي عام 2018، إذ انتُخب عضوًا في مجلس النواب، وتولى خلال مسيرته البرلمانية رئاسة لجنة النفط والطاقة في المجلس خلال الدورتين الرابعة والخامسة، وهو منصب يُعد من اللجان السيادية المؤثرة بحكم ارتباطه بملفات النفط والغاز والكهرباء والسياسات الاقتصادية المرتبطة بها.
سياسيًا، يُنظر إلى هيبت بوصفه أحد الأسماء اللصيقة برئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، الذي واجه "فيتو" غير معلن من قوى الإطار التنسيقي، والحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ كان يرغب بتمرير نفسه مرشحًا لرئاسة المجلس.
وكان هيبت الحلبوسي قد تعرض لنقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعدما هدد ناشطا عراقيا، يُدعى بكر الدحام، بسبب انتقاده لسوء الخدمات والكهرباء في المُحافظة.
وتصدر هاشتاغ عبر وسائل التواصل الاجتماعي باسم "الحلبوسي_يقمعنا".
ويمثل انتخاب رئيس مجلس النواب أول الاستحقاقات الدستورية للبرلمان الجديد، على أن تتجه الأنظار خلال الأيام المقبلة إلى انتخاب رئيس الجمهورية، تمهيدًا لتكليف رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، في ظل مشهد سياسي لا يزال مفتوحًا على تفاهمات معقدة وتحالفات متحركة.
وعُقدت الجلسة الأولى لمجلس النواب برئاسة أكبر الأعضاء سنًا، وهو النائب عامر الفائز، بحضور 309 نواب من أصل (329).
وبحسب النتائج الرسمية لعملية الاقتراع، حصل هيبت الحلبوسي على 208 أصوات، فيما نال منافسه النائب سالم العيساوي 66 صوتًا، بينما توزعت بقية الأصوات بين المرشحين الآخرين والأوراق الباطلة، في تصويت عكس حجم التفاهمات التي سبقت الجلسة داخل قاعة البرلمان وخارجها.
وكان رئيس السن قد أعلن، في مستهل الجلسة، أسماء المرشحين المتقدمين لمنصب رئاسة مجلس النواب، وهم هيبت الحلبوسي، وسالم العيساوي وعامر عبد الجبار، قبل أن يقرر الشروع بإجراءات الاقتراع السري المباشر، وفقًا لما ينص عليه الدستور والنظام الداخلي للمجلس.
وجاءت عملية الانتخاب بعد إعلان رئيس تحالف العزم، مثنى السامرائي، انسحابه من سباق الترشح لرئاسة البرلمان، إذ أعلن مساء أمس الأحد عدم رغبته بالترشح، في خطوة أسهمت بتقليص عدد المرشحين وتسهيل حسم المنصب.