logo
العالم العربي
خاص

تحذيرات عراقية من مصير قادة حماس.. بغداد تتحرك لـ"كبح" نشاط الحوثيين

مسلحون حوثيونالمصدر: أ ف ب

كشف مصدر سياسي  عراقي عن وجود نقاشات داخل الحكومة حيال ملف وجود الحوثيين في العراق وإمكانية تعرضهم إلى قصف يكرّر سيناريو استهداف قيادات حماس في الدوحة أخيرا.

وأوضح المصدر، الذي طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز"، أن الحكومة العراقية أجرت اتصالات مع عدد من عناصر ميليشيات الحوثيين المتحركين في مناطق متعددة من العاصمة بغداد، بشأن مخاطر تعرضهم لضربات مباشرة من إسرائيل إذا ما استمروا في نشاطاتهم على نحو لافت".

تقليل الظهور العلني

وأضاف أن "السلطات طلبت من ممثلي جماعة الحوثي تقليل ظهورهم في بغداد، ودراسة خيارات بديلة تتعلق بمواقع وجودهم سواء داخل العراق أم في دول أخرى، حرصًا على عدم إحراج الحكومة أو زعزعة الوضع الأمني في العاصمة".

ويمتلك الحوثيون مكتباً غير معلن رسمياً في العراق، يشارك في بعض الأنشطة والفعاليات التي ينظمها الحشد الشعبي، حيث يمثلهم المدعو أبو إدريس الشرفي.

وهذا الحضور – وإن كان محدودًا – يُثير حساسية لدى دوائر عراقية ترى أن استمرار نشاط الحوثيين قد يتحول إلى ذريعة لتكرار سيناريو الضربة الإسرائيلية في قطر ضد قادة حماس، خصوصًا في ظل سعي تل أبيب لإظهار قدرتها على ملاحقة خصومها خارج حدودها.

وفي مارس/آذار الماضي، كانت ميليشيات الحوثي قد أخلت أحد مقارها في بغداد بناءً على توصية إيرانية، غير أن أنشطتها لم تتوقف بشكل كامل، إذ واصل بعض أعضائها الظهور في مناسبات وتجمّعات مرتبطة بميليشيات عراقية، ما أبقى حضور الجماعة في المشهد العراقي قائمًا وإن بواجهة أقل وضوحا.

النأي بالنفس

ويأتي هذا التحذير في وقت تسعى الحكومة  العراقية إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن صراعات المحاور، وسط مخاوف من أن يؤدي تزايد أنشطة جماعات حليفة لإيران إلى فتح الباب أمام استهدافات جديدة داخل الأراضي العراقية، ما ينعكس سلباً على استقرار البلاد ويضاعف تعقيد المشهد الأمني.

أخبار ذات علاقة

سيارتان تابعتان للأمم المتحدة في اليمن

بعيدًا عن الحوثيين.. نقل مقر المنسق الأممي في اليمن من صنعاء إلى عدن

بدوره قال الخبير الأمني رياض الجبوري إن "العراق يقف اليوم أمام تحد حساس، فوجود جماعات كالحوثيين أو زيارات لعناصر من حماس يضع الحكومة في موقف محرج أمام المجتمع الدولي".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "إسرائيل قد تستخدم أي معلومات عن نشاطات هذه الفصائل لتبرير شن ضربات في العمق العراقي، وهذا أمر قد يشعل توترات واسعة ويجر البلاد إلى مسار تصعيدي هي بغنى عنه"، محذراً من أن "السكوت عن تحركات هذه الجهات قد يعرّض السيادة العراقية لتهديد مباشر".

من جانب آخر، يشير مراقبون إلى أن دخول جماعات أجنبية في الساحة العراقية يعقد مهمة الأجهزة الأمنية، خصوصًا مع تعدد مسارات التهديدات في المنطقة.

قلق من توسع ضربات إسرائيل

وبعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتفعت حساسية تل أبيب تجاه أي نشاط لحلفاء حماس في المنطقة، بينما تُظهر تجربة "ضربة الدوحة" أن إسرائيل قد تتوسع في استراتيجيتها لاستهداف قادة الميليشيات أينما وجدوا، ما يزيد من احتمالات تكرار السيناريو على الأرض العراقية إذا توفرت معلومات استخبارية تدعم ذلك.

كما تبرز خشية عراقية من استغلال بعض القوى الإقليمية للأراضي العراقية كمنصة لتمرير الرسائل أو لإيواء شخصيات مطلوبة، الأمر الذي يربك علاقة بغداد بعواصم عربية وغربية ويعرضها لضغوط غير مسبوقة.

أخبار ذات علاقة

آثار غارات إسرائيلية على مواقع للحوثيين في اليمن

"النظر من الأعلى".. كاتس يتوعد بحصار الحوثيين بحرا وجوّا

ويرى محللون أن التحذيرات الحكومية الأخيرة تأتي في سياق محاولات بغداد ضبط إيقاع التوازن بين التزاماتها الداخلية وحساباتها الإقليمية، باعتبار أن العراق الذي لا يزال يعيد ترتيب أمنه بعد سنوات من الصراع مع تنظيم داعش، يسعى إلى تجنيب نفسه أي مواجهة مفتوحة مع إسرائيل أو غيرها.

وكانت واشنطن قد صنّفت عدداً من الميليشيات العراقية على لوائح الإرهاب، وهو ما اعتبرته أوساط محلية بمثابة منح ضوء أخضر لإسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها ضد حلفاء إيران في المنطقة، بما في ذلك الداخل العراقي، الأمر الذي يزيد من مخاطر تعرض البلاد لاستهدافات جديدة، ويضاعف التحديات أمام الحكومة في مساعيها لحماية السيادة وضبط الأمن.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC