خلق هجوم 7 أكتوبر، والذي كان خاطفا وصادما لإسرائيل والعالم، واقعا إقليميا جديدا، ودفع قطاع غزة ثمنا غاليا لهذا الهجوم، الذي تسبب في اندلاع حرب مدمرة طالت القطاع، ودولا في الإقليم، حيث أطلقت إسرائيل يدها الطويلة وفتحت حروبا على سبع جبهات.
ويقول تقرير تحليلي لموقع "المونيتور"، إن الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر، حلت بعد تغير وجه الشرق الأوسط الكبير، وهو ما جعل بعض الخبراء يرون أن حرب غزة أعادت رسم معالم منطقة الشرق الأوسط، التي شهدت انهيارا لميليشيات محور إيران بعد الضربات الموجعة التي تلقتها أذرعه في حروب إسرائيل، لكن مع اقتراب نهاية الحرب، دخل لاعبون جدد معادلة قواعد الاشتباك، رغم إيجابيات ذلك وسلبياته بالنسبة لإسرائيل.
يؤكد الموقع الأمريكي، أنه بعد تضرر "حلقة النار" الإقليمية التي تقودها إيران، وتحول النفوذ إلى "تحالف عربي وإسلامي" مدعوم من الولايات المتحدة، باتت إسرائيل تتوجس خيفة من هذه المستجدات، وإن كانت ترى أن هذا التحول كان مفيدًا بالنسبة لها، وهو ما تجلى خلال الأسابيع الأخيرة من خلال بلورة خطة أمريكية تمت مباركتها عربيا وإسلاميا لإنهاء الحرب في غزة.
وبحسب "المونيتور"، فإن التحالف الجديد لا يهدد وجود إسرائيل، لأن بعض أعضائه لديهم علاقات تجارية ودبلوماسية متينة مع الدولة اليهودية، مضيفًا أن سوريا دولة متوترة خارجة من حرب طويلة، وقطر قوة اقتصادية وليست عسكرية، بينما تبرز تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، وتتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب، كلاعب أساسي في مشهد ما بعد الـ 7 من أكتوبر.
يعد سماح السلطات الإسرائيلية هذا الأسبوع لطائرة تابعة للخطوط الجوية التركية بإجلاء المشاركين في أسطول الصمود العالمي، مؤشرا على قرب استئناف الشركة لرحلاتها إلى إسرائيل بعد توقف دام عامين بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.
الخطوة كشفت عن تطلع إسرائيل إلى المستقبل، وإعادة الزخم لعلاقاتها مع تركيا.
ولفت مصدر أمني إسرائيلي إلى قلق تل أبيب إزاء استعداد ترامب الواضح للتراجع عن رفض أمريكي سابق، وبيع تركيا مقاتلات إف-35 التي منحت إسرائيل أفضلية. وأضاف: "نحن ندرك طموح أردوغان ليصبح القوة الأبرز والأكثر نفوذاً في الشرق الأوسط، وهو ما يتم بشكل رئيس على حساب إيران، ولكن أيضاً على حسابنا"، على حد قوله.
ويكشف "المونيتور"، أن التقارب بين أردوغان وترامب أثبت فائدته لإسرائيل. فقد لعب مبعوث ترامب إلى أنقرة، السفير توم باراك، دورًا محوريًا في دفع اتفاق خفض التصعيد الإسرائيلي السوري، الذي يشمل الحكومة الانتقالية والأقليتين الرئيستين في سوريا، الدروز والأكراد. وقد أعرب باراك مؤخرًا عن دعمه "للفكر التركي في بناء هيكلية أمنية إقليمية"، مؤكدًا على دور أنقرة كركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي.
أما بالنسبة لغزة، فتأمل إسرائيل الآن أن تتمكن تركيا وقطر، من مساعدتها في انتشالها من مستنقع غزة. ويبدو أن ترامب طلب من الدولتين استخدام نفوذهما لدى حماس لقبول خطته لإنهاء حرب غزة وتحرير الأسرى الإسرائيليين.
وصرح مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى لموقع "المونيتور" قائلا: "قد يؤدي هذا إلى طرد جميع كبار مسؤولي حماس نهائيًا وكاملًا من أنقرة وإسطنبول والدوحة".
وخلص الموقع إلى أن ترامب قد يربح أيضا من اعتماده على دول عربية وإسلامية لحل ملف غزة بالغ التعقيد، مؤكدا أن عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، حثت أمس الاثنين، لجنة نوبل النرويجية على منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي تقديرًا لجهوده لإنهاء الحرب وإعادة أحبائهم إلى ديارهم، غير أن تحقيق حلم ترامب بالفوز بنوبل، سيبقى معلقا حتى يوم الجمعة المقبل، موعد إعلان اللجنة قرارها بشأن الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025.