رغم عودة المبعوث الأميركي عاموس هوكستين إلى لبنان لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، إلا أن أجواء التوتر لا تزال على حالها بعد ارتفاع وتيرة الحرب.
وأكدت مصادر "إرم نيوز" أنه لا يزال من المبكر الحديث عن وقف إطلاق نار فوري، فالمبعوث الأمريكي سينتقل من بيروت إلى إسرائيل، ومن بعدها إلى باريس، ومن ثم إلى واشنطن.
وأضافت المصادر أن عاموس سيأخذ الضوء الأخضر من بلاده لأخذ نتائج جولته.
وأشارت إلى أنه "تطرق خلال اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قضية التجديد لقائد الجيش، حيث كان بري إيجابيا حول المسالة.
ولفتت إلى أن المبعوث الأمريكي سيزور قائد الجيش في نهاية جولته السياسية.
ورأى المحلل السياسي عبد النبي بكار أن المفاوضات الحالية بين إسرائيل ولبنان صعبة جدا.
وأضاف بكار أن "المسالة لا تتعلق بقضية السيادة اللبنانية بل تتعلق بمستقبل حزب الله ككل وليس فقط التخلص من قدراته العسكرية والصاروخية بشكل محدد".
وأشار إلى أن "المفاوضات تحتاج لوقت أطول من المتوقع؛ بسبب النقاط الخلافية بين الجانبين خاصة وأن إسرائيل تصر على إفراغ منطقة جنوب الليطاني من عناصر حزب الله، بالإضافة إلى التخلص من القدرات الصاروخية؛ مما يضعف الحزب ويجعله خرج من المعركة كخاسر مما سيؤثر على مستقبله السياسي بالداخل اللبناني".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "التفاوض الحالي لا ينجز فقط من خلال المبعوث الأمريكي، بل ينجز أيضا من خلال الصواريخ".
وتابع: "إسرائيل كثفت من غاراتها خلال الأيام الماضية واستهدفت قلب العاصمة بيروت بسبع غارات على الأقل، وحزب الله بدوره بدأ بالكشف عن قدراته الصاروخية الكبيرة باستهدافه تل أبيب مباشرة".
وأردف: "ما يحاول حزب الله القيام به هو إعادة حالة التوازن التي كانت موجودة قبل الحرب ولو بنسب قليلة للضغط أكثر خلال المفاوضات ودفع إسرائيل للتراجع عن الشروط التعجيزية التي وضعتها، خاصة تلك التي تتيح لها حرية المراقبة والتدخل عند الحاجة في الأراضي اللبنانية".
بدورها، قالت الباحثة في الشؤون اللبنانية الدكتورة زينة محمود، إنه من الطبيعي أن تكون مسألة التجديد لقائد الجيش العماد جوزف عون من ضمن الملفات التي حملها المبعوث الأمريكي خلال لقائه برئيس مجلس النواب.
وأضافت محمود، لـ"إرم نيوز"، أن "الولايات المتحدة تصر على عون بعد أن أثبت قدرته على قيادة الجيش في الظروف الصعبة؛ وبالتالي فان المرحلة المقبلة والتي ستشهد دورا بارزا للجيش بعد نشره في الجنوب".
وأشارت إلى أن "دور الجيش لن ينحصر فقط في الجنوب بل أيضا في الشمال بمراقبة الخط الحدودي بين لبنان وسوريا، وهو ما تصر عليه الدول الغربية وإسرائيل على حد سواء لمنع حزب الله من إعادة ترميم قدراته العسكرية من خلال الدعم الإيراني الذي سيصله عبر الأراضي السورية".
وتابعت: "هي عملية حساسة توازي ربما مهمة الجيش في الجنوب، كون مسألة سلاح حزب الله هي المسألة الخلافية الأساسية التي برزت خلال المفاوضات".
وعن الملف الرئاسي أشارت الباحثة إلى أن "الملف جمّد حاليًّا، والأولوية حاليا لوقف النار والبدء بإجراءات تنفيذ القرار 1701 ونشر الجيش على طول الخط الحدودي الجنوبي".
وأردفت: "طبعا التجديد لقائد الجيش وباقي الأجهزة الأمنية، ليتم الانتقال بعدها إلى ترتيب البيت الداخلي اللبناني لإنجاز الملف الرئاسي ومعه الملف الحكومي الذي لا يقل أهمية وجدلا عن الملف الرئاسي؛ نظرا للتباعد بين القوى السياسية حول مرشح معين لتولي رئاسة الحكومة".
