كشف الهجوم الذي نفذه عناصر من حركة الشباب الصومالية، أمس السبت، والذي استهدف تحرير بعض عناصرها الموقوفين في سجن جودكا جيلاكو، الواقع في قلب العاصمة مقديشيو، حجم التعقيدات الأمنية التي تواجهها السلطات في معارك الكر والفر بينها وبين الجماعة المتشددة.
وبحسب تقرير نشرته "إذاعة فرنسا الدولية"، فقد كشف الهجوم الذي استهدف السجن ثغرات خطيرة في جهاز الأمن الفيدرالي الصومالي، حيث لم يجد عناصر حركة الشباب صعوبة في الوصول إلى الهدف، بعد نجاحهم في تضليل القوات الأمنية التي مروا بها في طريقهم نحو السجن الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة.
وأكد التقرير الفرنسي، أن المهاجمين تنكروا في زي قوات الأمن للوصول إلى السجن، حيث نجحوا في خداع عدة نقاط تفتيش مروا بها، ولم يتطلب الأمر سوى بعض التمويه وقليل من الطلاء لمرور سيارتهم المحملة بالمتفجرات دون أن يعترضها عسكري واحد.
وأشار التقرير إلى أن مقاتلي حركة الشباب تمكنوا من الوصول إلى السجن متنكرين بزي وكالة الاستخبارات والأمن الوطنية (نيسا) التي تديره، وفي سيارة مطلية بألوانها، وهو ما أقرت به وزارة الأمن الداخلي لاحقاً مؤكدة أن "الإرهابيين" نجحوا بسيارتهم المفخخة في الإفلات من عدة نقاط تفتيش.
وكشفت الوزارة أنه لم يكن هناك سوى سبعة مهاجمين، ومع ذلك اشتبكوا مع القوات الخاصة الصومالية لساعات، قبل أن يتم دحرهم.
وبعد الثغرات الأمنية التي أظهرها الهجوم، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الصومالية في بيان لها، أنها اتخذت تدابير على الفور، معلنةً بدء عمليات تفتيش لمركبات الجيش والشرطة، مؤكدة أن "هذه الحادثة تُبرز حاجتنا المُلحة لتفتيش المركبات التي تحمل ألوان أجهزة الأمن الحكومية".
ويخلص التقرير الفرنسي، إلى أن هجوم الأمس في حجمه وقوة الثغرات التي كشفها، أثار الشكوك حيال خطط الحكومة الفيدرالية في الصومال، خاصة وأنه جاء بعد ساعات من إطلاقها برنامج "مقديشو الآمنة".