ذكر موقع "واللا" الإخباري العبري، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل قامت بتصفية حسابها مع رئيس المكتب السياسي لحماس "إسماعيل هنية"، بعد 295 يومًا من مشهد "صلاة الشكر"، التي صلاها احتفالًا مع قيادات أخرى من حماس بهجوم الـ 7 من أكتوبر خلال زيارتهم إلى تركيا.
وقال الموقع، إن هنية هو الذي تقدّم قيادات حماس في تلك الصلاة، بينما كان "صالح العاروري" من بين القيادات التي ظهرت في المشهد، معتبرًا أن الدائرة أغلقت بعد اغتيال الاثنين، بفارق يبلغ قرابة 7 أشهر، حيث قُتل "العاروري" في بيروت في كانون الثاني/ يناير الماضي.
أكثر اعتدالًا
وأشار الموقع، إلى أن هنية كان يعد أكثر اعتدالًا مقارنة بزعيم حماس في قطاع غزة "يحيى السنوار"، إلا أن إسرائيل وضعته كهدف عقب هجوم أكتوبر على المستوطنات، "مع أن درجة تورطه في التخطيط للهجوم الذي نفذته الحركة، إضافة إلى معرفته بأمره قبل تنفيذه يبقى محل شكوك"، وفق الموقع.
وذهب "واللا"، إلى أن وضع هنية ضمن الشخصيات المستهدفة ارتبط بمشاهد احتفاله من تركيا عقب هجوم أكتوبر، الذي عرف باسم "طوفان الأقصى"، أي أنه في إطار الانتقام من كل القيادات ذات الصلة بهذا الهجوم بجميع أبعاده كما أعلنت إسرائيل، ووفق أهداف الحرب التي شنتها.
وسرد الموقع حياة هنية الشخصية، منذ أن هجرت عائلته إحدى القرى القريبة من عسقلان إبان ما تزعم إسرائيل أنها حرب الاستقلال، ونشأته في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة، ودراسته في الجامعة الإسلامية، ثم انضمامه لحماس عقب الانتفاضة الأولى في ثمانينيات القرن الماضي، إلى أن أصبح رئيسًا لمكتب الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة وزعيمها التاريخي العام 1997.
السنوار والأسرى
المحلل الإسرائيلي المعروف والمدعو "بن كسبيت"، والذي لا يكف عن مهاجمة حكومة وعائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، رأى وفق الموقع ذاته، أن اغتيال هنية، "أعاد إلى إسرائيل مكانتها، كقوة لديها قدرات قوية واستخبارات تحبس الأنفاس، وقدرات عملياتية تُقزِّم أفلام الحركة التي تنتجها هوليوود" على حد تعبيره.
وأضاف كسبيت، "تلك كانت المقدمة"، وأشار إلى أنه رغم طلب مكتب نتنياهو بعدم التطرق للموضوع، سارع 3 وزراء للتغريد عبر منصة "إكس" بغطرسة وسخرية وأسلوب طفولي، على أمل حصد الإعجابات، وأعرب عن أمله ألا يدفع اغتيال هنية، نتنياهو إلى تصديق أنه سيستطيع تقويض وتعطيل الصفقة المنشودة لإعادة الأسرى.
وقال كسبيت، إنه ليس ممن يعتقدون أن السنوار سيبدأ، الآن، بقتل الأسرى، أو أنه سيعذبهم، "فزعيم حماس لا يمتلك سوى الأسرى كورقة ضغط، والمشكلة تبقى نتنياهو"، على حد قوله.
حماس باقية
وتوقع كسبيت ألا يغير الاغتيال الحرب ذاتها، وقال إن "قادة حماس على مر الأجيال قُتلوا بالجملة، بينما تكبر الحركة وتزداد قوة".
وقدر أن حماس، الآن، "في نقطة انحدار تاريخية، وقريبة من أن تُكسر، ولكن مع ذلك، سواء بوجود هنية أو بدونه، من المبكر نعي الحركة (أي إعلان نهايتها)".