كشف وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، عاهد بسيسو، عن تفاصيل إقامة جزيرة أمام سواحل قطاع غزة من خلال الحكومة الفلسطينية، وذلك بإعادة تدوير 60 مليون طن من الركام الناتج عن العدوان الإسرائيلي، لردم ما مساحته 14 كم في البحر المتوسط، لتكون منطقة تنموية سياحية ترفيهية وتحمل مزيدا من المشروعات وفرص العمل لأهالي القطاع، يكون من أبرز أدوارها المساعدة في دعم الاقتصاد المحلي.
وأوضح بسيسو خلال حوار مع "إرم نيوز"، أن هناك 4 طرق لتمويل إعادة إعمار غزة في ظل تكلفة مقدرة من المؤسسات الدولية بـ67 مليار دولار، لافتا إلى أن من أهم تلك الطرق، المنح الدولية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول عربية وإسلامية، وضخ استثمارات من جانب صناديق سيادية و شركات كبرى، واستثمارات من القطاع الخاص.
وأكد بسيسو أن الحكومة الفلسطينية لديها خطط كاملة لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الدمار الذي لحق به عبر الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، وذلك من خلال 65 برنامجا يمثل 18 قطاعا يؤدي إلى 350 مشروعا.
ما حجم الأضرار والأولويات التي ستتعاملون بها خلال عملية إعادة الإعمار؟
حجم الدمار نتيجة هذه الحرب غير مسبوق في التاريخ الحديث؛ إذ عمل الاحتلال الإسرائيلي على خوض حرب ممنهجة هدفها في الأساس تدمير جميع مقومات الحياة في قطاع غزة، بهدف دفعه إلى الهجرة وصولا إلى السيطرة على الأرض من المحتل.
وقد اتسعت الرقعة الجغرافية للدمار الناتج عن هذه الحرب حيث تشير التقديرات إلى تدمير أو الإضرار بما يقارب من 75% من الوحدات السكنية والتي تقدر بـ 350,000 وحدة بين دمار كامل وجزئي، بجانب 70% من شبكة الطرق الداخلية والتي تقدر بحوالي 4500 كيلو متر؛ إذ دمر منها ما يقارب 3045 كيلومترا، و76% من الطرق الرابطة بين المدن داخل القطاع، 85% من شبكات توزيع الكهرباء بالإضافة إلى تعطل محطة توليد الكهرباء المنتجة 120 ميجا وات، وفقدان 85% من آبار المياه والتي تقدر بـ 365 بئرا، فضلا عن خمس محطات تحلية مياه و 70% من شبكات توزيع المياه، و90 % من الأراضي الزراعية أصبحت خارج نطاق الخدمة.
كما مارس الاحتلال الإسرائيلي، استهداف رأس المال البشري في القطاع، بهدف خلق فراغ في التعليم ليؤدي إلى إبادة ممنهجة لجيل كامل من الطلاب؛ إذ إنه من أصل 1660 مدرسة، دمر 927 منها بشكل كامل والبقية 733 مدرسة تعرضت لتدمير جزئي يلزمها إعادة ترميم.
أما القطاع الصحي في قطاع غزة، فقد تم خروج 34 مستشفى عن الخدمة بالإضافة إلى سيارات الإسعاف والوحدات والمراكز الصحية.
كيف ترى أهمية مؤتمر إعادة الإعمار في توفير الاحتياجات المادية واللوجستية لبناء غزة من جديد؟
وفقا إلى نتائج تقييم الأضرار والاحتياجات IRDNA الصادر عن البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، قدرت تكلفة الإعمار بـ67 مليار دولار، ونتطلع إلى مؤتمر إعادة الإعمار على أن يكون رافعة ضاغطة للبناء وعودة القطاع بشكل صالح للعيش والحياة بعد هذه الحرب المدمرة.
وحشد التمويل سيكون عن طريق عدة أطراف وعبر 4 طرق، الأولى الحصول على منح دولية من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، أما الثانية فهي الحصول على قروض ميسرة من بنوك إسلامية وعربية، مثل صندوق النقد العربي، البنك الدولي، وبنك الاستثمار الأوروبي، أما الثالث فمن خلال ضخ استثمارات من جانب صناديق سيادية و شركات كبرى، والرابع استثمارات من القطاع الخاص.
ما الأطر التي تعمل عليها السلطة الفلسطينية لتكون حاضرة في الحكم في القطاع؟
الأطر هي قيام الحكومة الفلسطينية بكامل وزاراتها بالقيام بمهامها؛ كل وزير ضمن مسؤولياته تجاه السكان وتفاصيل المعيشة والحياة في غزة، والحكومة في هذا الصدد، لديها الخطط الكاملة لإعادة الإعمار من خلال 65 برنامجا يمثل 18 قطاعا يؤدي إلى 350 مشروعا.
ما حقيقة استهداف الحكومة الفلسطينية بناء جزيرة أمام سواحل غزة؟
هناك 60 مليون طن من الركام الناتج عن العدوان، سنعمل على إعادة تدويرها واستعمالها في مواد البناء ورصف الشوارع، بالإضافة إلى ردم ما مساحته 14 كم في البحر على سواحل القطاع لإقامة منطقة تنموية سياحية ترفيهية وتحمل مزيدا من المشروعات وفرص العمل لأهالي القطاع، يكون من أبرز أدوارها المساعدة في دعم الاقتصاد المحلي.
ما أول مهمة ستتعاملون بها في إعادة الإعمار في ظل تحديات منها وجود ضحايا تحت الركام وألغام لم تنفجر بعد؟
المهمة الأولى التي سيتم العمل عليها مباشرة هي فتح الطرق وإزالة الركام للوصول إلى مراكز الإيواء بجانب العمل على تفعيل البنية التحتية وإيجاد المأوى والسكن الكريم لجموع النازحين، وقد أعدت وزارة الإسكان آلية للتعامل مع البيوت المدمرة من زاوية التخلص من الألغام التي لم تنفجر بعد، وذلك بالتعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة لإزاله الألغام والمتفجرات "UNMAS" ، كذلك التعامل مع المواد السامة الناتجة عن الصوف الصخري اللإسبستوس، بالإضافة إلى جثث الشهداء التي مازالت تحت الأنقاض والمحتويات الشخصية. لقد تم الانتهاء من وضع الدليل الخاص بعمليات إزالة الركام.
كيف تستعد الحكومة الفلسطينية لما تقوم به إسرائيل باستهداف الضفة الغربية ومخطط الاستيطان؟
تواصل السلطة استخدام آليات الضغط الدولية، ما بين تقديم شكاوى لمحاكم دولية، والتوسّط عبر الدول العربية أو المجتمع الدولي. وتزيد التنسيق مع الدول العربية والإقليمية لرفع الزخم السياسي ضد أي ضم إسرائيلي للضفة.
وعلى الأرض، تُحاول السلطة تعزيز وجودها في المدن والبلدات التي تسيطر عليها، والارتقاء بالخدمات لتعزيز شرعيتها أمام المواطنين، بالإضافة إلى العمل علي وضع برامج لتزيد من صمود الأهالي ومدى تمسكهم بأراضيهم ضد المستوطنين الذين يحاولون بشتى الطرق وبدعم من الجيش الإسرائيلي، الاستيلاء على الأرض وإقامة البؤر الاستيطانية.