اعتبر خبيران أن الاجتماع بين الجانبين السوري والإسرائيلي في العاصمة الأذربيجانية باكو، يأتي في إطار مساعٍ دولية لإعادة ترسيم خريطة الهدوء في جنوب سوريا، مع التركيز بشكل خاص على ملف السويداء والحد من التصعيد العسكري الأخير.
وحذّرا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، من محدودية التوقعات في ظل الفشل السابق للمفاوضات في تحقيق استقرار دائم، وتعقيد الملف السوري مع تداخل المصالح الإقليمية والدولية.
يقول الباحث السياسي، وائل علوان، إن اختيار العاصمة الأذرية لعقد الاجتماع بين الجانبين السوري والإسرائيلي لأن باكو على علاقة وثيقة جداً واستراتيجية مع تل أبيب، وهي تقدم ما يمكن وصفه بأنه أهم وساطة لإعادة رسم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، ونقاش الملفات العالقة.
وأشار، لـ"إرم نيوز"، إلى أن اختيار باكو جاء أيضاً للاستفادة من العلاقة الأذرية مع إسرائيل لإنجاح هذه المفاوضات وإنجاح هذا الملف، مرجحًا أن يكون الاجتماع بوابة تنطلق من باكو لرسم العلاقة بين سوريا وإسرائيل مستقبلاً.
وبيّن الباحث علوان أن أجندة الاجتماعات ستبحث القضايا الخلافية، خاصة بعد أحداث السويداء والتدخل الإسرائيلي المربك الذي حصل، وكذلك بحث موضوع السيادة السورية وموضوع التجاوزات الإسرائيلية والقصف، وكيف يمكن أن تُرسم اتفاقيات وقف إطلاق نار جديدة.
من ناحيته، يرى الكاتب والباحث السياسي، أمجد إسماعيل الآغا، أن هناك حديثًا عن مفاوضات في باكو، وأخرى في موسكو وربما بعدها في أنقرة، كل عاصمة دولية تحمل أجندة معينة، إذ سيركز هذا الاجتماع على وضع الجنوب السوري ما بعد أحداث السويداء بشكل أساسي.
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن الشعارات البرّاقة حول اتفاقيات ورسم خطوط تهدئة جديدة بعد التصعيد الأخير، لا يعني أنه سيطبق على أرض الواقع؛ لأنه يتقاطع مع اجتماع باكو السابق، فقد تم بحث الأمور ذاتها ومع ذلك فشل الاتفاق وعاد الطرفان إلى المربع الأول.
وأشار الباحث الآغا إلى أن الاجتماع، ووفق التسريبات، يأتي في سياق وضع اللبنات الأولى لحسم وضع الجنوب السوري، والتأكيد على مسألة أن يكون منطقة منزوعة السلاح، ولا تواجد لأي قوات عسكرية خارج نطاق القوات المحلية في المنطقة وتحديداً من دروز السويداء، فأي حديث غير ذلك هو كلام لا أساس له من الصحة، وسوريا التي نعرف انتهت إلى غير عودة على الأقل لعقود قادمة.
وأكد أن اختيار باكو لإعطائها أهمية ومكاسب معينة ربطاً مع المعلومات التي تتحدث عن احتمالية شحن الغاز الأذري إلى سوريا، بالتالي، اختيار باكو هو مكافأة لها من الجانب الإسرائيلي على دورها في إدارة عدة ملفات معاً، وإيران على رأس القائمة.
