logo
العالم العربي

بعد انقشاع غبار المعركة.. بدو جنوب سوريا "ضحايا منسيون" في السويداء

بعد انقشاع غبار المعركة.. بدو جنوب سوريا "ضحايا منسيون" في السويداء
مسلحون في السويداءالمصدر: رويترز
27 يوليو 2025، 11:26 ص

في ظل الاشتباكات الطائفية العنيفة التي اجتاحت محافظة السويداء السورية في منتصف تموز/ يوليو الحالي، لم تقتصر المعاناة على المدنيين الدروز فحسب، بل طالت كذلك العائلات البدوية من مربي الماشية والمزارعين.

 وتعرّض بعضهم لعمليات إعدام ميدانية؛ ما دفع العديد من الأسر إلى الفرار من القرى المختلطة باتجاه مناطق أكثر أمانًا قرب الحدود الأردنية.

أخبار ذات علاقة

مدينة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، جنوب سوريا

تظاهرت بالموت لتنجو.. سورية تروي قصة إبادة عائلتها في السويداء (فيديو)

ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية مشاهد من عمليات الإجلاء التي جرت بدعم من الهلال الأحمر السوري، وسط أجواء من الخوف وعدم اليقين، حيث يؤكد أحد البدو من قرية رُساس: "الوضع غير مستقر، ونفضّل المغادرة حتى تهدأ الأمور".

وبحسب الصحيفة، جرت عمليات خطف واحتجاز متبادل بين الطرفين، حيث أفاد أحد البدو بأن اثنين من أقاربه، في الثلاثين من العمر، اختُطفا على يد فصائل درزية في الـ17 من تموز/يوليو.

 وأضاف: "كنا نعرف مكانهما، لكن عندما عرف الخاطفون بذلك، غيّروا موقعهما، وسمعنا صوتيهما بحالة نفسية سيئة"، موضحًا أن الخاطفين طالبوا بالإفراج عن أسرى دروز مقابل إطلاق سراح أقاربه؛ ما يعكس تصاعد الطابع الانتقامي للصراع.

ورغم إعلان وقف لإطلاق النار في الـ19 من تموز/ يوليو بين الفصائل الدرزية والبدوية بمشاركة القوات الحكومية، فإن تبادل الأسرى ما زال جاريًا، فيما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلة أولية لقتلى بلغت 1311 شخصًا منذ اندلاع المعارك في الـ13 من تموز/ يوليو، من بينهم 35 بدويًّا، بينهم ثلاثة مدنيين أُعدموا ميدانيًّا، بحسب المرصد، في حين تشير شهادات المدنيين إلى أعداد أكبر.

وبدأ الهلال الأحمر السوري بإجلاء عشرات الأسر البدوية من مناطق التماس نحو جنوب المحافظة.

 وقال اللواء أحمد دلاتي، رئيس الأمن الداخلي في السويداء، إن هذه الخطوة تهدف إلى "نزع فتيل الأزمة".

 بدورها، حذّرت منظمات حقوقية ونشطاء سوريون من أن ما يحدث قد يرقى إلى "تطهير عرقي صامت" بحق المكون البدوي، الذي يشكل أقلية صغيرة في السويداء.

وقالت شيخة محمد، خمسينية من قرية سهوة البلاطة، إنها فرت بعد أن اقتحم مسلحون دروز قريتها فجر الـ16 من تموز/ يوليو، حيث أعدموا شقيقيها أمام أطفالهما، وذبحوا قطيعًا يملكانه، ثم أحرقوا منازلهما.

 وأضافت: "الشرطة وصلت لاحقًا، وتمكنا من الفرار مع ست عائلات أخرى سيرًا على الأقدام نحو قرى بدوية، تحت شمس لاهبة. فقدتُ زوجي وابني خلال الهروب".

أخبار ذات علاقة

أحمد الشرع وبنيامين نتنياهو

لا مساس بالسويداء.. مصدر سوري يكشف كواليس لقاء باريس

 وتؤكد شيخة أن العنف الذي تعرضوا له جاء فقط بسبب دعمهم للرئيس المؤقت أحمد الشرع، وتقول إنهم لم يؤذوا أحدًا، مضيفة: "كنا نعيش بسلام مع جيراننا الدروز، لكن فجأة أصبحنا أعداء. الخصومة اليوم طائفية، وليس هناك ما يضمن ألا تعود دوامة الانتقام".

وفي سياق متصل، ذكرت "لوموند" أن اتفاقًا تم التوصل إليه في باريس، بمشاركة دبلوماسيين سوريين وإسرائيليين وأمريكيين، يقضي بإدماج الفصائل الدرزية في الجيش الوطني لتولي مسؤولية الأمن في السويداء، ضمن خطة تهدف إلى تهدئة الأوضاع في الجنوب السوري.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC