رغم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، ترى صحيفة "تلغراف" أن الأشهر الأربعة القادمة ستكون مليئة بالتحديات والألم، حيث تمر الأطراف في مراحل الاتفاق الثلاثة وسط معاناة كبيرة.
وتعدُّ الصحيفة أن الاتفاق، الذي يُعد واحدًا من أكثر اتفاقات وقف إطلاق النار تعقيدًا في التاريخ المعاصر، سيضع الدماء والأرض والسياسة على المحك.
وتتوقع الصحيفة أن الاتفاق لن يوفر راحة فورية للطرفين بسبب تعقيده وهشاشته، حيث إنه مليء بالأسلاك المفخخة وحقول الألغام السياسية التي لم يتم التعامل معها بعد.
وأضافت أنه بالرغم من الفرح الذي قد يشعر به بعضهم بسبب التوصل إلى الاتفاق، فإن الطريق لا يزال طويلًا وموحشًا، مع وجود الكثير من المخاطر التي قد تثير التوترات في أي لحظة.
وبحسب الصحيفة، فإن الاتفاق قد يستغرق على الأقل أربعة أشهر ونصف الشهر (18 أسبوعًا) قبل أن تبدأ العمليات الحقيقية لإعادة الإعمار والمصالحة، وهو ما يعني أن تلك الفترة ستكون مليئة بالآلام.
ورغم أن هذا قد يجلب الفرح لبعض الأسر التي ستتمكن من استقبال أحبائها، فإن كثيرًا من العائلات ستظل تعيش في قلق دائم مع احتمال عودة أحبائهم مكسورين أو في أكياس الجثث، وهو واقع مرير فرضته الحرب.
وتشير الصحيفة إلى أن حماس وفصائل أخرى في غزة تحتجز حوالي 98 رهينة، بينهم جثث 36 شخصًا على الأقل أكدت إسرائيل مقتلهم بالفعل، بينما يُجهل مصير البقية، ويُعتقد أن الكثير منهم، وربما الأغلبية، قد قضوا في القصف والقتال.
وفي المقابل، يُحتجز أكثر من 10 آلاف فلسطيني في السجون الإسرائيلية، حيث يعيش معظمهم في ظروف قاسية ودون تهم رسمية أو محاكمات، ولا يسمح لهم بالوصول إلى تمثيل قانوني أو صليب أحمر.
وتؤكد الصحيفة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يشمل أساسًا الخطة متعددة المراحل نفسها التي كان قد عرضها الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو 2023، عبر المكتب البيضاوي.
وتلفت إلى أن التقدم في الاتفاق تأخر لعدة أشهر بسبب عدم التوصل إلى شروط السلام الدائم، الأمر الذي جعل عملية إطلاق سراح الأسرى تتم على مراحل تدريجية بطيئة، ما يجعل الآلام والمخاوف ترافق العائلات طوال تلك الفترة.
وتشدد الصحيفة على أن المهمة الأكثر صعوبة ستبدأ في اليوم السادس عشر من الاتفاق، حيث سيكون من الممكن أن ينهار كل شيء إذا لم تتمكن الأطراف من تنفيذ المراحل بشكل سلس ودون خلافات.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، سيتم إطلاق سراح 33 رهينة فقط، ما يعني أن القلق سيستمر بالنسبة لعائلات الأسرى من الطرفين حتى اكتمال الصفقة بشكل كامل.
وأوضحت الصحيفة أن الطريق أمام التنفيذ الكامل للاتفاق سيكون طويلًا وصعبًا، مليئًا بالعثرات التي قد تتطلب تدخل الوسطاء، وربما حتى الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، لكن ما يميز الاتفاق هو أنه يفتح الطريق لتحقيق حلم طويل الأمد بوقف الحرب نهائيًّا، ما يساهم في بناء سلام حقيقي بين الطرفين.