عادت أسهم قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون للارتفاع، مجدداً، بعد إعلان الكتلة النيابية التابعة للزعيم الدرزي وليد جنبلاط ترشيحه لتولي لرئاسة.
وحسب مصادر لـ"إرم نيوز"، فقد أدى ذلك إلى إرباك الكتل النيابية الأخرى، وخاصة كتلة المرشح سليمان فرنجية الذي كان من المتوقع أن يعلن انسحابه من السباق الرئاسي إلا أنه فضل التريث انتظاراً لباقي الترشيحات.
وعدّ المحلل السياسي عبد النبي بكار، أن جنبلاط خلط الأوراق السياسية في الداخل اللبناني بإعلان كتلته النيابية ترشيح العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، "علما أن هذه الكتلة هي أول من يُعلن موقفه بشكل صريح".
ولفت بكار إلى أن هذا سيدفع الكتل الأخرى للتسريع بمفاوضاتها ومشاوراتها للإعلان عن موقفها.
وأشار إلى أن موقف جنبلاط يأتي غداة اجتماعه برئيس مجلس النواب نبيه بري وبعد عودته من باريس؛ ما يعني أن فرنسا تدعم وصول عون إلى الرئاسة من ناحية، مرجحاً أن يُرشح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، عون أيضاً، وأن إعلان جنبلاط مقدمة لترشيح عون بشكل جدي؛ ما سيؤمن له أكثرية الـ 86 صوتا التي يحتاجها.
وأضاف بكار أن من المتوقع إعلان النائب السابق وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي، لكن -حسب مصادر مقربة منه- يبدو أنه بوغت من الإعلان الجنبلاطي وفضل تغيير فحوى خطابه خلال لقائه بمناصريه؛ فلم يعلن الانسحاب ولم يرشح فريد هيكل الخازن، بدلاً منه كما كان مقرراً إلى حين مراجعة حلفائه، وعلى رأسهم "حزب الله".
من ناحيته، يقول المحامي بشير البسام إن بعض التيارات السياسية والكتل النيابية في لبنان تعارض ترشيح قائد الجيش، باعتباره موظفًا من الدرجة الأولى، ويحتاج إلى تعديل دستوري لانتخابه، ومن ثم فإن ترشيحه يحتاج لجلسة تشريع وتصويت من قبل المجلس النيابي، وهو أمر غير متاح، كون جلسة الانتخاب تخصص للانتخاب فقط.
وأضاف البسام، أن مصادر مقربة من نبيه بري تشير إلى أنه تأكد من عدد الأصوات التي ستصوت للعماد عون فانه سيعلن عن جلسة تشريع قبل جلسة الانتخاب مباشرة أو بعدها مباشرة؛ ما سيعطي قائد الجيش الشرعية الدستورية الكاملة التي ستخوله ممارسة صلاحياته فور أدائه القسم أمام المجلس النيابي.
وأشار إلى أن الكواليس تؤكد أن العلاقة الحالية بين قائد الجيش و"حزب الله" تعد سلسة بعد سلسلة الاجتماعات التي تمت خلال الأيام الأخيرة بين عون ووفيق صفا رئيس وحدة الارتباط الذي يلعب دوراً أساسيّاً، خلال هذه الفترة.
وبحسب البسام، يريد "حزب الله" الاستفادة من هدوء الأمور مع قائد الجيش للانتقال إلى المرحلة المقبلة والبدء الفعلي بتنفيذ القرار 1701 بطريقة بعيدة عن التوتر والصدامات الداخلية، وعليه فلا مانع من تولي عون الرئاسة لاستكمال ما بدأه، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وبترشيح جنبلاط، يكون عون حاز إلى الآن على أصوات الحزب الاشتراكي و"حزب الله" وحركة أمل، وخلال أيام سيتم إعلان ترشيح عون من قبل النواب المستقلين والكتل الصغيرة، بالإضافة إلى كتلة النائب جبران باسيل الذي سيوافق على ترشيح عون طالما أنه تم استبعاد فرنجية من قائمة المرشحين.