تساءلت صحيفة "المونيتور"، عمّا إذا كان يمكن لإسرائيل وتركيا، مع تراجع النفوذ الإيراني، التوافق على حلٍ لمشكلة المصالح المتضاربة في سوريا.
وفي حين لا يزال هناك الكثير مما يتعين حلّه بين تركيا وإسرائيل، فإن محللين ومسؤولين سابقين قالوا إن أنقرة تملك أوراق ضغط أكبر، لا سيما في ظل سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاعل مع القيادة السورية الجديدة.
وبينما تحدثت الصحيفة عن انخراط إسرائيل وسوريا في حوار مستمر في محاولة لتخفيف التوترات، فإن تركيا وإسرائيل، اللتين كانتا في مسار تصادمي بسبب مصالحهما المتضاربة على ما يبدو في سوريا والحرب في غزة، من المرجح أيضًا، بحسب خبراء، أن تعملا على تخفيف التوترات بينهما من خلال محادثات خفض التوتر التي تستضيفها أذربيجان.
وأضافت الصحيفة أنه مع تقدم محادثات خفض التوتر بين سوريا وإسرائيل، تتقدم أيضًا محادثات خفض التوتر المتزامنة بين إسرائيل وتركيا، ويتوقع بعض المحللين تحقيق تقدم.
ويبدو أن تركيا وإسرائيل قد توصلتا بالفعل إلى تفاهمات أولية حول كيفية تجنب الاشتباكات داخل سوريا وتعزيز التنسيق الثلاثي مع باكو، الشريك الوثيق لكليهما.
وبينما يُقال إن خطًا ساخنًا يربط جيشي البلدين لمنع المواجهة المباشرة بينهما داخل سوريا، فإن المرجح أن يكون التوصل إلى اتفاق بين الجانبين على الخطوط الحمراء لكل منهما أكثر صعوبة، وفق التقرير.
وتابعت الصحيفة أن تركيا ترى أن الاستقرار في سوريا يشكل حجر الزاوية لأمنها القومي، كما تنظر إلى الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل البلاد باعتبارها تهديداً مباشراً لهذا الهدف.
وتتمثل الأولوية القصوى لدى أنقرة في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وخاصة لأن أنقرة تخشى أن يؤدي الحكم الذاتي للجماعات الكردية في شمال سوريا، وخاصة تلك المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، إلى تأجيج المشاعر الانفصالية بين السكان الأكراد في تركيا، والذين يقدر عددهم بنحو 18 مليون نسمة.
وأردفت أن قلق تركيا الأوسع يتمثل في أن تُضعف الإجراءات الإسرائيلية، وخاصةً الغارات الجوية التي تستهدف البنية التحتية العسكرية السورية، الحكومةَ التي يقودها الشرع، وتُقوّض جهود تحقيق الاستقرار في سوريا.
وفي حين يشعر المسؤولون الأتراك بالقلق إزاء التقارير التي تُفيد بأن إسرائيل تُحافظ على علاقاتها مع الجماعات الكردية السورية، بما فيها قوات سوريا الديمقراطية، معتبرين ذلك تهديدًا مباشرًا للسيادة التركية، تشعر أنقرة بالقلق أيضا إزاء التدخل المتجدد لإيران وروسيا في سوريا، نظرًا لدعمهما السابق لبشار الأسد.
وتابعت الصحيفة قولها: "في المقابل، يبدو أن الخطوط الحمراء الإسرائيلية في سوريا تتركز على احتواء النفوذ الإسلامي والتواجد العسكري التركي في الوقت نفسه".
وخلُصت الصحيفة إلى أنه رغم الخلافات بين إسرائيل وتركيا فإن لديهما أيضاً مصالح مشتركة في سوريا، إحداها السعي إلى الحد من عودة إيران إلى سوريا، والتي تكثفت في ضوء الخسائر الأخيرة التي ألحقها الجيش الإسرائيلي بطهران.
وعلى الرغم من بطء وتيرة محادثات خفض التصعيد، يقول بعض المحللين إن تركيا، التي تحظى بدعم استثنائي من الرئيس دونالد ترامب هذه الأيام، ربما تتمتع بمزايا رئيسة قليلة على إسرائيل في تشكيل سوريا ما بعد الحرب.
وقال سونر چاغاپتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "بينما يُنظر إلى إسرائيل عادةً على أنها الشريك المفضل للولايات المتحدة في المنطقة، إلا أن ترامب منحاز هذه المرة إلى تركيا".
