الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم العربي

خارطة طريق متعثرة.. تيتيه تخطط لإعادة "هندسة الحوار" في ليبيا

المبعوثة الأممية الخاصة إلى ليبيا هانا تيتيهالمصدر: الأمم المتحدة

كشف مصدر سياسي مقرب من البعثة الأممية في ليبيا، لـ"إرم نيوز"، عن استعدادات للمبعوثة، هانا تيتيه، لإطلاق حوار يستهدف الوصول بالبلاد إلى انتخابات عامة تعثّر تنظيمها في العام 2021. 

أخبار ذات علاقة

المبعوثة الأممية هانا تيتيه

حوار وطني برعاية أممية.. هل تحقق تيتيه اختراقا في الأزمة الليبية؟

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، أن "هذا الحوار في الواقع لن يكون بمعزل عن خريطة الطريق التي أطلقتها تيتيه في وقت سابق، بل سيكون متناغما معها وسيعبد الطريق نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية".

تحدٍّ كبير 

وعلق نائب رئيس حزب الأمة الليبي، أحمد دوغة، بأن "هناك حوارا حسب ما يُتداول من معلومات ستطلقه البعثة تحت إشراف تيتيه، وحسب معلوماتنا سيشارك فيه أكبر قدر من الشرائح الليبية ومنها الأحزاب السياسية والمكونات الثقافية وغيرها".

وتابع دوغة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "بالنسبة لنجاح الحوار أو عدم نجاحه فهذا يعتبر تحديا كبيرا بالنسبة للسيدة تيتيه، وأيضا مدى أخذ توصيات المشاركين في هذا الحوار بجدية وتطبيق فعلي لما سيصل إليه من نتائج. وأعتقد أنها إذا فعلت هذا فسوف ينجح الحوار، وستكون النتائج من مخرجات المشاركين في هذا الحوار وليس من إملاءات البعثة أو غيرها".

 ولم يستبعد المتحدث أن تسعى أطراف إلى عرقلة هذا الحوار المرتقب.

إعادة هندسة للحوار

أما المحلل السياسي الليبي، حسام الفنيش، فاعتبر أن "المشهد الليبي يتجه نحو محطة حوارية جديدة مع انطلاق التحضيرات للحوار الهيكلي المرتقب الذي يفترض أن يضم طيفا واسعا من المكونات الوطنية ليس فقط من المؤسسات السياسية التقليدية بل أيضا ممثلين عن الأحزاب والنقابات والبلديات والمرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب خبراء متخصصين في الاقتصاد والقانون والحوكمة والإدارة العامة".

وأوضح الفنيش، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "فيما يتعلق بلجنة الأمن بالحوار الهيكلي فلن يُحضر عبر الأطراف العسكرية والأمنية المباشرة، بل عبر خبراء عسكريين وأمنيين وباحثين في الشؤون الدفاعية والأمنية؛ لضمان تقديم مقاربات مهنية ومحايدة بعيدا عن صدام المصالح أو الحسابات الميدانية، وهذه التركيبة تعكس محاولة لإعادة هندسة الحوار على أسس أكثر توازنا وشمولا".

وشدد على أنه "في هذا السياق تتجدد الهواجس التي رافقت كل التجارب السابقة لتقريب وجهات النظر وبناء حلول وطنية قابلة للتطبيق. فقد كان غياب الفصل المنهجي بين المسار الفني والمسار السياسي أحد أبرز أسباب فشل الحوارات الوطنية خلال السنوات الماضية، حيث خاض السياسيون في تفاصيل تقنية لا يمتلكون أدواتها، بينما انجرّ الفنيون إلى سجالات سياسية أضعفت حيادهم وفاعليتهم"، وفق تعبيره.

وأضاف: "بذلك تحولت المنصات الحوارية إلى مساحات خطابية مكتظة بالشعارات لكنها فقيرة في النتائج القابلة للتنفيذ. الحوار الهيكلي المرتقب اليوم تجاوز هذا الخطأ بفصل السياسي عن الفني عبر تأسيس منهجية أوضح تحكم الفصل بين من يُنتج المعرفة والرؤى، وبين من يصنع القرار". 

أخبار ذات علاقة

المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه

مع اقتراب إحاطتها.. 4 تحديات تُربك "خريطة تيتيه" في ليبيا

وأكد أنه "رغم هذا التطور في الشكل والتركيبة ما تزال هناك مخاوف جوهرية تهدد فرص نجاح الحوار، أولها المخاوف المنهجية خشية أن ينزلق المسار نحو عملية شكلية بلا رؤية هندسية واضحة ولا خريطة طريق تتدرج بمراحل محسوبة".

وتابع: "يلي ذلك القلق من طبيعة المشاركين وكفاءاتهم العلمية والفكرية، فنجاح المسار يتطلب خبرات حقيقية قادرة على إنتاج حلول وليس مجرد حضور رمزي للمكونات. أما التحدي التاريخي الأكبر فيبقى ضعف الإرادة السياسية في الالتزام بالمخرجات، ثم غياب الضمانات التنفيذية التي تحوّل التفاهمات من نصوص جميلة إلى واقع فعلي على الأرض"، بحسب تعبيره.

وخلص الفنيش إلى أن "نجاح الحوار الهيكلي سيتوقف على إيجاد معادلة دقيقة بين مسارين: المسار الفني الذي يقدّم التشخيص والمقترحات والخيارات عبر خبراء ومهنيين وتنوع مجتمعي، والمسار السياسي الذي يفترض أن يدير الإرادة الوطنية ويصوغ التوافق على آليات التنفيذ". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC