logo
العالم العربي

رايات ميليشيات قرب مطار بغداد تثير الجدل قبل القمة العربية (فيديو)

رايات ميليشيات قرب مطار بغداد تثير الجدل قبل القمة العربية (فيديو)
راية مليشيا الحشد الشعبي المصدر: منصات التواصل الاجتماعي
16 مايو 2025، 12:30 م

أثار تعليق رايات تعود لميليشيات مسلحة عراقية على طريق مطار بغداد الدولي، عشية القمة العربية، موجة انتقادات، وسط تساؤلات عن سبب إبقائها من الجهات الرسمية.   

وأظهرت مقاطع مرئية تداولها ناشطون على مواقع التواصل، تعليق رايات تابعة لميليشيات الحشد الشعبي ومجاميع مسلحة أخرى، على امتداد طريق مطار بغداد الدولي، وهو الطريق ذاته الذي يسلكه الزعماء العرب في طريقهم إلى المنطقة الخضراء للمشاركة في القمة العربية الرابعة والثلاثين.

وتزامن ذلك مع زيارة يجريها قائد "فيلق القدس" الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى العاصمة بغداد، ما زاد حدة الجدل حول الرسائل السياسية التي تسبق القمة، والتوقيت الحرج لهذه التحركات التي يُنظر إليها على أنها تعكس استمرار حضور النفوذ الإيراني في المشهد العراقي، حتى في اللحظات التي يُفترض أن تستعرض فيها بغداد استقلالها أمام محيطها العربي.

واعتبر مراقبون أن اجتماع هذه الرموز (رايات الفصائل وزيارة قاآني) قبيل القمة، يُربك صورة الدولة، ويضع علامات استفهام أمام الوفود العربية القادمة، بشأن موقع القرار العراقي، ومدى قدرة الحكومة على ضبط المشهد العام وتمثيل جميع العراقيين بعيدًا عن الاصطفافات.

رسائل مبطنة

ورأى الباحث في الشأن السياسي عماد محمد أن "رفع رايات الفصائل المسلحة في طريق المطار، بالتزامن مع زيارة قائد فيلق القدس، يكشف عن إشكالية عميقة في تعريف الدولة العراقية لذاتها أمام العالم العربي".

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "المشكلة لا تتعلق فقط بالصورة، بل بالرسالة المضمونة خلفها، فحين تستعد الحكومة لاستقبال زعماء عرب تحت شعارات السيادة، ثم تمرر رموز غير رسمية في الواجهة، فهي عمليًا تقدم خطابين متناقضين؛ أحدهما رسمي دبلوماسي، والآخر فئوي مسلح".

وأضاف أن "هذه الازدواجية تضعف من الثقة بالدولة، وتدفع الشركاء العرب للتساؤل عمن يدير فعلًا المشهد في بغداد، وهل أن القرار السياسي محكوم بالمؤسسات، أم أنه يخضع لمعادلات موازية تفرض حضورها في اللحظات المهمة؟".

تشويش على القمة

ومنذ أيام، ينشط مقربون من الفصائل المسلحة، من بينهم نواب ومحللون سياسيون، في محاولة للتشويش على القمة العربية، من خلال تصدير خطاب مناهض لها، يشكك في أهدافها، ويُقلل من أهمية حضور القادة العرب إلى بغداد.

وتتمحور رسائل هذا الخطاب حول تصوير القمة على أنها "خطوة شكلية" أو "مجاملة سياسية لا تُفضي إلى نتائج"، في ما اعتبره مراقبون جزءًا من محاولة لعرقلة أي انفتاح عربي على العراق، أو إعادة تموضع سياسي يحد من نفوذ هذه الجماعات.

وتُعد منطقة مطار بغداد الدولي إحدى أبرز مناطق النفوذ للميليشيات المسلحة، حيث تسيطر على العديد من المفاصل الأمنية والخدمية هناك، وتمارس نفوذًا غير رسمي ينعكس على طبيعة الحركة والقرارات داخل المطار ومحيطه.

وزاد هذا النفوذ بشكل ملحوظ بعد مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، في الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفتهما قرب المطار مطلع عام 2020، ما حول المنطقة إلى رمز أمني وسياسي تتعامل معه بعض الميليشيات باعتباره "مسرحًا للثأر المفتوح" وميدانًا لاستعراض الحضور.

لا لسياسة المحاور

ويبرز النائب مصطفى سند، المعروف بقربه من كتائب "حزب الله" العراقية، كأحد أبرز الأصوات النيابية المناهضة لمسار القمة العربية، إذ ينشط منذ أيام عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل في الترويج لخطاب تشكيكي يُقلل من أهمية الحدث، ويهاجم ما يصفه بـ"الانفتاح العربي غير المجدي".

بدوره، أكد النائب في البرلمان العراقي شعلان الكريم، أنه "ينبغي تجاهل الأصوات الجانبية والحملات المشوشة التي ترافق القمة العربية، والتركيز على الرسالة السياسية والدبلوماسية التي تسعى بغداد إلى إيصالها للعالم العربي".

أخبار ذات علاقة

رحلة ترامب السرية إلى العراق

رحلة ترامب السرية إلى العراق.. تفاصيل تخرج إلى العلن لأول مرة (فيديو إرم)

وأوضح الكريم لـ"إرم نيوز"، أن "انعقاد القمة في بغداد بحد ذاته إنجاز مهم يعكس استعادة العراق لدوره العربي، وهو مسار يعزز من سيادة القرار الوطني، ويمنح الحكومة مساحة أوسع للتحرك في إطار التوازنات الإقليمية، بعيدًا عن سياسة المحاور أو التبعية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC