حذر أمين السر العام للحزب الاشتراكي التقدمي اللبناني، ظافر ناصر، من المخاطر التي تحيط بالبلاد، مشيراً إلى أن تحركات إسرائيل توحي بأنها بصدد القيام بعمل عسكري وشيك.
وفي حوار مع "إرم نيوز"، تحدث ناصر عن التطورات التي يشهدها لبنان، مؤكداً أن مبدأ حصر السلاح للدولة أقرّ في مجلس الوزراء، ونصّ عليه قسم اليمين الدستورية لرئيس الجمهورية، والبيان الوزاري، واتفاق وقف إطلاق النار، وأن الجيش اللبناني يواصل العمل بجهد كبير لتحقيق هذا الهدف، خصوصا في الجنوب.
وشدد ناصر على ضرورة التريث في متابعة موقف "حزب الله" بعد اغتيال أبو علي الطبطبائي؛ إذ لم يصدر أي موقف جديد يغير من التصريحات السابقة حول حصرية السلاح.
كما أكد أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مع السماح للمغتربين بالتصويت من مكان إقامتهم، رغم اعتراض بعض الفرقاء لأسباب انتخابية.
وتاليا نص الحوار:
مع عملية اغتيال الطبطبائي.. هل يتغيّر تفكير حزب الله في حصر السلاح وأن يكون الأمر للدولة؟
مبدأ حصر السلاح أقر في مجلس الوزراء، وورد في قسم اليمين الدستورية لرئيس الجمهورية، كما نص عليه البيان الوزاري، وقبل ذلك اتفاق وقف إطلاق النار. وهذا مسار يعمل عليه الجيش اللبناني بجهد كبير، وقد حقق تقدما ملموسا في الجنوب ولا يزال مستمرا.
أما بالنسبة إلى طريقة تعاطي حزب الله بعد اغتيال الطبطبائي، فلا بد من التريث؛ إذ لم يصدر حتى الآن أي موقف واضح أو جديد يتعلق بحصرية السلاح، يختلف عما ورد في التصريحات السابقة.
إلى أي مدى يكون مجديا مع شكل الاعتداءات بهذا العمق شكوى لبنان لإسرائيل في مجلس الأمن؟
لا بد أن يقوم لبنان بواجباته ودوره الدبلوماسي والقانوني تجاه أي اعتداء يحصل على أراضيه، بغض النظر عن نتيجة ذلك حيث لنا تجربة كلبنانيين كبيرة مع الشكاوى إلى مجلس الأمن.
هل من الممكن أن يحرك الحادث ضغط الدولة بشكل أكبر على حزب الله لإتمام عملية حصر السلاح بشكل فعلي؟
الدولة واضحة ومصممة على تنفيذ مبدأ حصرية السلاح، ولكن أيضا تأخذ بعين الاعتبار الواقع الداخلي اللبناني من جهة، ومن جهة أخرى، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل لم تطبق وقف إطلاق النار، وما زالت تحتل أرضا لبنانية وتعتدي يوميا على الأراضي اللبنانية.
هل يعتبر هذا الحادث تمهيد لعملية عسكرية إسرائيلية في لبنان تنتظر الضوء الأخضر من واشنطن؟
كل التطورات تشير إلى أن إسرائيل بصدد عمل ما، كما أن الأجواء التي وصلت إلى لبنان أيضا تشير إلى أننا أمام مخاطر جدية.
إلى أي مدى يعطل ذلك إعلان الرئيس اللبناني الجاهزية للتفاوض مع إسرائيل؟
بالأساس لم تكن الأجواء بعد مهيأة للتفاوض، حيث كان السجال داخليا واضحا حول التفاوض المباشر أو غير المباشر، وهنا لا بد من توحيد الموقف على مستوى السلطة اللبنانية أولا، تحضيرا لأي تفاوض مرتقب، إضافة إلى أن وحدة الموقف اللبناني عموما مهمة أيضا في إطار إنجاح أي تفاوض قد ينخرط لبنان فيه مستقبلا.
كيف ستتعامل القوى السياسية اللبنانية مع الدفع بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها بتصويت المغتربين؟
بالنسبة لنا، أعلنا مرارا أننا مع تصويت المغتربين لـ128 نائبا من مكان إقامتهم، ولكن هناك فرقاء سياسيين يرفضون هذا الأمر لأسباب عدة، أهمها اعتبارات انتخابية طبعا. والمهم ألّا يؤدي ذلك إلى أي تأجيل للانتخابات، بل يجب أن تحصل في موعدها.
وستشهد الأيام والأسابيع المقبلة نقاشا في لبنان حول موضوع المغتربين، وأعتقد أن الأمر سيكون رهينة تسوية ما بين الفرقاء.
هل من الممكن أن يحمل السفير الأمريكي الجديد حلحلة لأزمة لبنان بشكل عملي؟
بصراحة لم يبدر أي شيء حتى الآن من قبل السفير الجديد ميشال عيسى، والواقع اللبناني بانتظار ماذا يمكن أن يحمل فعلا وماذا سيطرح أو يقدم من طروحات .
إلى أي مدى ستعمل الدولة على تضييق الخناق على عمليات التهريب للسلاح والمال لحزب الله لترميم قوته؟
على هذا الصعيد، الدولة حاسمة وقد برهنت على ذلك بالعديد من الخطوات التي تقوم بها في المرافق الحيوية الأساسية، سواء المطار أو المرافئ أو غيرها. وبالتالي، تحاول بجهد كبير محاصرة أي عمل خارج إطار القانون والشرعية. طبعا، هذا يستدعي مزيدا من الدعم للدولة اللبنانية، خصوصا للجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية.