الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم العربي

معاريف: حكومة نتنياهو تهيئ الإسرائيليين لـ"حدث كبير" على الحدود اللبنانية

جندي إسرائيلي بجانب دباباتالمصدر: (أ ف ب)

تهيئ تل أبيب الرأي العام الإسرائيلي لـ"حدث جلل" خلال الأيام القليلة المقبلة على خط التماس مع لبنان إثر اغتيال رئيس أركان حزب الله هيثم الطبطبائي، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية. 

وذكرت الصحيفة أن التهيئة تتضمن أكثر من سيناريو، يستعد الجيش الإسرائيلي على إثره لعملية مركزة يُرجح استمرارها عدة أيام على الأقل.

أخبار ذات علاقة

الغارة الإسرائيلية

مسؤول أمريكي: لم نكن على علم مسبق بـ"ضربة الطبطبائي"

وبدأت استعدادات الجيش، صباح اليوم الاثنين، بالشروع في مناورة "الدفاع والقوة" على مستوى قيادة الأركان في منطقة الجولان وغورها، والتي من المقرر استمرارها على مدار اليومين المقبلين.

وأفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن "الهدف من المناورة هو اختبار وتحسين جاهزية الجيش لمختلف السيناريوهات المحتملة على الجبهة الشمالية".

وتتميز المناورة بعنصر المفاجأة، لاختبار مدى جاهزية الفرقة 210 على الحدود الشمالية لأي طارئ، بالإضافة إلى تدريب على تقييم الوضع واتخاذ القرارات اللازمة على كافة المستويات، وإدارة القوات في منطقة الحرب، بحسب بيان المتحدث العسكري الإسرائيلي.

ويعزو خبير شؤون الشرق الأوسط بجامعة حيفا، الدكتور أماتسيا برعام، هذا التصعيد إلى تقدير موقف إسرائيلي، يؤشر على عدم تراجع إسرائيل عن استهداف قادة "حزب الله" ونزع سلاح ميليشياته بصورة أو بأخرى.

تصريحات أمين قاسم

وأكد برعام أن تنسيق المواقف وإصرار إسرائيل على موقفها يعطي نعيم قاسم، أمين عام "حزب الله"، انطباعًا بأنه ينتظر عملية اغتيال محققة بعد تصفية رئيس أركان الحزب هيثم الطبطبائي في عملية نوعية مساء الأحد الماضي.

لكن إسرائيل ترى أنه "ما دام حزب الله يسعى جاهدًا لإعادة تأهيل نفسه، وما دامت الحكومة اللبنانية لا تتحرك بشجاعة لتفكيك أسلحته الثقيلة، فإنها لن تتراجع عن عزمها، وستصبح عملياتها واقعًا يوميًّا يفرض نفسه على الأرض".

وفي لقاء مع "معاريف"، يقول برعام إن "الجيش اللبناني يعتمد على نصف أو حتى ثلثي قوته لنزع سلاح الحزب، إلا أن ذلك ليس كافيًا". وجاءت نقطة التحول خلال الأسبوع الماضي، خلال الاحتفال بعيد استقلال لبنان، حين ألقى الرئيس جوزيف عون خطابًا اعتبرته إسرائيل تراجعًا عن وعوده. فبينما ألمح إلى أنه "من المستحيل السماح لأحد بإقامة دولة داخل دولة لبنان"، نسي تمامًا أنه ملزم بنزع سلاح الحزب بحلول نهاية العام، ولم يدرج كلمة "حزب الله" في أي جملة مفيدة.

وفي محاولة لتوضيح المعضلة اللبنانية، طرح برعام سيناريو افتراضيًّا: "لو كنت مكان الحكومة اللبنانية واضطررت إلى الاختيار بين حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، تجتذب الدولة اللبنانية بأكملها، أو حربٍ أهلية ينجرف فيها لبنان بأكمله إلى الخراب، فإنني أفضل أن تفعل إسرائيل ما تريد".

بديل الحرب الأهلية

ومع ذلك، اقترح برعام بديلًا عن الحكومة اللبنانية للوفاء بالالتزامات دون اندلاع حرب أهلية، وهو مشروع أطلق عليه "عملية التشهير"، وبموجبه يُقر البرلمان اللبناني قانونًا يلزم جميع المواطنين بنزع السلاح، ولا سيما أن وضع حزب الله الحالي في البرلمان يتيح ذلك.

وبموجب المشروع المقترح، "يتم إرسال فرقة من 10 عناصر من الشرطة العسكرية بقيادة نقيب إلى أكبر قاعدة لحزب الله، مع بضع شاحنات وجميع محطات التلفزة المحلية والعالمية. وحين تعترض عناصر الحزب على نزع سلاحها، تقوم الحكومة اللبنانية بتسويق الحدث عالميًّا لتجسيد مدى عداء الحزب للدولة والمواطنين".

لكن السؤال الرئيسي الذي يشغل صانعي السياسات الإسرائيليين هو: كيف سيرد حزب الله على التصعيد؟ وفي ذلك يشير برعام إلى أن الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، "قدَّم بالفعل ثلاثة تنازلات كبيرة جدًّا لم تكن تتوافق عادة مع سياسات الحزب" وهي: وقف إطلاق النار مع إسرائيل رغم الحرب الدائرة في غزة، وعدم الانضمام لإيران في حرب الـ12 يومًا، وعدم الرد على مقتل نحو 300 مقاتل من الحزب خلال العام الماضي.

اختبار ضبط النفس

أما السؤال الأكثر إلحاحًا، فهو: هل يتمكن قاسم من مواصلة سياسة ضبط النفس هذه؟ وللإجابة عن هذا السؤال، يُحذر برعام قائلًا: "القادة من شباب الحزب يريدون الرد على إسرائيل، لذا من المستحيل معرفة كيف سيردون".

ويواجه حزب الله الآن ثلاثة خيارات: عدم الرد إطلاقًا ومواصلة إعادة بناء جيشه، أو الاقتصار على مهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية، أو التصعيد إلى هجمات على البلدات الحدودية. ومن غير المرجح، بحسب برعام، اندلاع حرب واسعة النطاق على نهاريا وعكا وحيفا وغيرها. الإرهاب الخارجي وارد أيضًا، لكنه يستغرق وقتًا طويلًا.

ويعرب الخبير الإسرائيلي عن تقديراته خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرًا إلى أن حزب الله سيستهدف على الأكثر مواقع عسكرية في إسرائيل، لكن عناصر الحزب لن يتمكنوا من إحراز نتائج مرضية، ولا سيما وأن قادة الحزب، وعلى رأسهم نعيم قاسم، يستشعرون دنو الأجل في أي وقت من خلال عملية اغتيال إسرائيلية محتملة.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC