مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء
أثار إعلان المبعوثة الأممية إلى ليبيا، حنا تيتيه، عن تجاوز المؤسسات الليبية ولايتها الشرعية تساؤلات حول هذه المؤسسات، وما إذا كان حديثها يؤسس لمرحلة جديدة في عملية الانتقال السياسي المجمد في هذا البلد.
وقالت تيتيه في حوار لها مع منصة "أخبار الأمم المتحدة" إن "جميع المؤسسات الليبية قد تجاوزت ولاياتها التي تمنحها الشرعية"، مشددة على ضرورة إجراء الانتخابات في البلاد وتولي "حكومة تحظى بثقة الشعب مقاليد الأمور"، دون أن تحدد ملامح تلك الحكومة.
وتأتي انتقادات تيتيه للمؤسسات الليبية، في وقت يستمر فيه الجمود السياسي والانقسام الحكومي في البلاد، حيث توجد حكومتان الآن؛ حكومة في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة في الشرق برئاسة أسامة حماد.
وعلق المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي بأن "هذه الانتقادات تمثل مرحلة جديدة، ولدى البعثة الأممية الخطة وخارطة الطريق المناسبة لإنهاء صلاحية هؤلاء ونزع الشرعية عنهم، وأعتقد أن البعثة الأممية ترى أن الشعب الليبي لا يريد رؤية مجلسي النواب والدولة، وأن فترة شرعيتهم قد انتهت".
وأضاف العبدلي لـ"إرم نيوز" أن "بعثة الأمم المتحدة لن تعترف بهذه الأجسام في أي حوار قادم، لسبب واحد واضح وجلي، وهو أن هذه الأجسام لم تتعاون مع البعثة في إيجاد حل للمشكلة السياسية الليبية، ولم تعطِ أي حل للشعب الليبي، وكانت سببًا في عدم وصول الليبيين إلى الانتخابات" وفق تعبيره.
وأشار إلى أن "اللجنة الاستشارية شارفت على الانتهاء من تعديل القوانين وتقديمها إلى بعثة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وإذا ما تمت الموافقة عليها، فسيتم الانتقال إلى تطبيقها والمرور نحو الانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة جديدة تصل بنا إلى الانتخابات عن طريق التعديلات التي ستقترحها اللجنة الاستشارية".
وأكد المحلل السياسي الليبي أن: "الرسالة واضحة من تيتيه بأن هذه الشرعيات لن يتم التمديد لها في أي حوار قادم مثلما حصل في اتفاق الصخيرات".
وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات العامة في ليبيا تعثر تنظيمها منذ 24 ديسمبر 2021، وشكلت تيتيه لجنة استشارية تستهدف تعديل القوانين التي دار حولها الخلاف، ما أدى إلى انهيار الاستحقاق الانتخابي.
وقال الناشط السياسي الليبي، سليمان البيوضي، إن "تيتيه تُعيد ما كرره غيرها من المبعوثين حول شرعية المؤسسات، وهي إحدى ورقات الضغط الإستراتيجية لتمرير أي اتفاق قادم".
وبيّن البيوضي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن: "ما قالته هو تمهيد لمرحلة انتقالية جديدة"، مشيرًا إلى أن "المجتمع الدولي يحافظ على المجلسين كونهما أساس الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات، ولا يمكن تجاوزهما إلا باتفاق جديد، وهو يحتاج لتفاوض طويل في البلاد، وربما فورة عنف لتغيير مراكز القوة وتحسين الموقف التفاوضي، وهو ما ينعكس على القوى المحلية والدولية المتداخلة في ليبيا، فكلها ستلجأ للسياسة الساخنة لتكون جزءًا من أي اتفاق جديد".