ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم العربي

في معقل عائلة الأسد.. "حُماة النظام" ممزقون بين الاحتفال وخشية الانتقام

سوريون في أحد شوارع دمشقالمصدر: (أ ف ب)

في معقل الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد في غرب سوريا، يحتفل السوريون من هذه الأقلية بسقوط النظام، لكنهم يخشون من التهميش أو حتى التعرض لعمليات انتقام لارتباطهم طائفتهم بعائلة الأسد.

وحاولت السلطات الجديدة إرسال تطمينات للأقليات الدينية، لكن العلويين يخشون من أن طائفتهم التي ارتبطت بعائلة الأسد وحكمت سوريا لعقود، أن يكونوا عرضة لعمليات انتقام.

وتقول طالبة جامعية تنتمي إلى الطائفة العلوية من مدينة اللاذقية الساحلية لوكالة "فرانس برس" إن: "كثيرين مثلي من الطائفة العلوية التي تعتبر أقلية، أصبحنا قلقين لأن من حررونا ليسوا مجموعة واحدة بل هناك عدة فصائل، والبعض منها لها تاريخ أسود" وفق تعبيرها.

أخبار ذات علاقة

العلويون يحمّلون نظام الأسد مسؤولية دمار البلاد وفوضى السلاح

 ويشرح الكاتب والباحث الفرنسي فابريس بالانش أن "العلويين كانوا قريبين جدا من نظام بشار" وكانوا بمثابة "حماة النظام"، ويقدّر بالانش عددهم بنحو 1,7 مليون شخص حاليا، أي قرابة 9% من سكان سوريا، وفق "فرانس برس".

انتقام ورسائل كراهية

ويرى بالانش أن "ارتباطهم بالنظام قد يؤدي إلى انتقام جماعي ضدّهم". ودعا القادة الروحيون للطائفة العلوية في سوريا إلى "عفو عام" عن جميع السوريين وضمانات بعودة آمنة للنازحين.

وفي حين يتشارك أصدقاء الطالبة التي تحدثت إليها وكالة "فرانس برس" من السنة رسائل عن الوحدة على مواقع التواصل، إلا أن ما يقلقها هي تعليقات كثيرة تتسم بالكراهية.

وتقول الطالبة التي فضّلت عدم كشف اسمها "أرى تعليقات على "انستغرام" أو "فيسبوك" بأن "الدور قادم إليكم وسوف نقتلكم"، وتشعر شقيقتها وزوج شقيقتها بخوف شديد إلى درجة أنهما قررا مغادرة البلاد.

وقبل انفصالها عن تنظيم القاعدة في العام 2016، كانت هيئة تحرير الشام التي عرفت حينها بجبهة النصرة الفرع السوري للقاعدة، وشنّت هجمات دامية ضدّ العلويين في بداية النزاع في سوريا.

أخبار ذات علاقة

مطالب دولية لحماية الأقليات في سوريا

مطالبات دولية لحمايتها.. ماذا تعرف عن الأقليات في سوريا؟

 ودفع تقدّم فصائل المعارضة من شمال سوريا الكثير من العلويين، خصوصا في مدينة حمص في وسط البلاد حيث يتواجدون بكثافة، إلى الفرار نحو المنطقة الساحلية في اللاذقية وطرطوس، التي تُعدّ معقلا رئيسيا للطائفة العلوية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه وثّق عدة انتهاكات ارتكبها مقاتلو الفصائل في هذه المنطقة الساحلية منذ سقوط بشار الأسد، بما في ذلك ضد مدنيين.

مزيج خوف وفرح

ووسط هذه المخاوف، أكّد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير "سنضمن حقوق كل الناس وكل الطوائف في سوريا"، في تصريح لصحيفة "كوريري دي لا سيرا" الإيطالية الثلاثاء.

وأثار سقوط الأسد أيضا مظاهر فرح داخل معاقل طائفته، حيث تم إسقاط تماثيل حافظ الأسد، والد بشار، في اللاذقية وطرطوس.

وتقول الطالبة الجامعية إن غالبية أصدقائها العلويين لا يدعمون عائلة الأسد لأنهم "كانوا يسرقوننا، حرفيا كل خيرات البلاد كانت تذهب إليهم".

وأضافت "لقد أجبرونا على العيش في فقر، من دون كهرباء أو مياه، بينما ارتفعت الأسعار بشكل كبير".

وقال فداء ديب لوكالة فرانس برس إن سكان بلدة القرداحة "ليس ذنبهم أن بشار الأسد أو أي مسؤول سابق أصله من البلدة". 

وتحدث هذا الطبيب الاثنين بعد اجتماع لشخصيات ومشايخ علويين في القرداحة التي شهدت إحراق مسلحين ضريح الرئيس السابق حافظ الأسبوع الماضي.

وتشعر الطائفة العلوية الصغيرة التي تشكّل ثقلا كبيرا في صفوف القوات المسلحة، باستياء تجاه عائلة الأسد بسبب الثمن الباهظ الذي دفعته منذ بداية الحرب في العام 2011.

وبحسب بالانش فإن "رجلا من بين كل ثلاثة تراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما قتل خلال الحرب".

ويقول مدرّس من مدينة جبلة المجاورة للاذقية إن ليلة سقوط الأسد "بكيت ولم أنم، وشعرت بمزيج من الخوف والفرح".

ويضيف الرجل "نحن جاهزون للتعامل مع أي جهة ونحن نريد القانون... نريد دستورا مدنيا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC