تمثل التركيبة السكانية لسوريا فسيفساء من الطوائف والأقليات، رغم أن ثلاثة أرباع السكان من المسلمين السنة، غير أن مسألة الأقليات باتت تُطرح بشدة مع سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، والتطلع إلى بناء "سوريا جديدة".
ووفقا لـ"تقديرات" أمريكية رسمية تعود إلى عام 2023، يبلغ عدد سكان سوريا نحو 24 مليون نسمة، بينهم ملايين النازحين، داخليا وخارجيا، إذ يقدر عدد النازحين في الداخل بـ 6.8 مليون سوري، إضافة إلى نحو 6 ملايين لاجئ في دول الجوار وبعض دول الاتحاد الأوروبي، بحسب أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتشير التقديرات ذاتها إلى أن 74 % من سكان سوريا هم من المسلمين السنة، وعرقيا يتوزعون بين "عرب وأكراد وشركس وشيشان، وبعض التركمان".
أما المجموعات المسلمة الأخرى، فتضم العلويين والإسماعيليين والشيعة، وتشكل مجتمعة 13 % من السكان، بحسب التقديرات الأمريكية.
وترجح تقديرات أخرى أن الشيعة، ويتركز العلويون منهم في اللاذقية، يشكلون نحو عُشر سكان البلاد، بينما يتوزع المسلمون السنة في جميع أنحاء سوريا، ويقطن غالبية المسلمين الشيعة في المناطق الريفية، لا سيما في محافظتي إدلب وحلب، أما الشيعة "الاثني عشرية" فيعيشون في دمشق وحلب وحمص وما حولها.
وتمثل مدينة السلمية، في محافظة حماة، الأكثر استقطابا للمسلمين الشيعة الإسماعيليين.
ويشكل الدروز 3 % من إجمالي السكان، ويقطن الكثير منهم منطقة جبل العرب "جبل الدروز" في محافظة السويداء، الواقعة جنوبي البلد، إذ يشكلون غالبية السكان المحليين هناك.
وتشير التقديرات الأمريكية إلى أن حوالي 10 % من السكان مسيحيون، لكن هذا الإحصاء غير دقيق وغير محدّث، إذ تشير تقارير أخرى إلى أن العدد أقل من ذلك بكثير ولا يتجاوز 2.5 %.
ومن بين 2.2 مليون مسيحي عاشوا في سوريا قبل الحرب، يقدر أن ما يقرب من ثلثهم فقط، أي حوالي 579 ألف شخص، لم يغادروا البلاد.
وينتمي المسيحيون في سوريا إلى الكنائس الأرثوذكسية المستقلة، أو إلى الكنائس الكاثوليكية الشرقية، أو إلى كنيسة المشرق الآشورية وغيرها من الكنائس النسطورية المستقلة المنتسبة إليها.
ولا يزال معظمهم يقطنون مدن دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية والمناطق المحيطة بها، أو في محافظة الحسكة.
أما السكان اليهود فكان هناك قبل الحرب عدد قليل منهم في حلب ودمشق، ويستشهد تقرير نشره موقع السفارة الأمريكية الإلكتروني في سوريا بتقرير لصحيفة "جويش كرونيكل" يعود إلى يونيو 2021 بأنه لا يعرف بوجود يهود ما زالوا يعيشون في سوريا.
وكان في سوريا سكان إيزيديون بلغ عددهم نحو 80 ألف شخص قبل الحرب الأهلية، وتوزعوا في مدن الحسكة وقراها وحلب وريفها وكذلك عفرين.
وعاش الإيزيديون سابقا في حلب، لكنهم الآن يتركزون في مناطق شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها الأكراد.
