logo
العالم العربي

"الناتو" بدلا من روسيا.. "مخاطرة" أم تغيرات جيوسياسية في سوريا؟

"الناتو" بدلا من روسيا.. "مخاطرة" أم تغيرات جيوسياسية في سوريا؟
جنود روس في قاعدة حميميم العسكرية الروسية شرق مدينة اللا...المصدر: أ ف ب
10 ديسمبر 2024، 3:08 ص

بعد انهيار نظام بشار الأسد، تدخل سوريا مرحلة انتقالية غامضة ومحفوفة بالتحديات، إذ تتنافس القوى الإقليمية والدولية على صياغة مستقبل البلاد، خاصة الوجود العسكري الأوروبي داخل الأراضي السورية.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤولين إيرانيين وسوريين، قولهم: إن إيران بصدد سحب قادتها وقواتها المتبقية من سوريا، وإن عملية إجلاء الدبلوماسيين الإيرانيين وعائلاتهم من سوريا بدأت بالفعل وفق هذا التقرير.

وفي أول رد للولايات المتحدة، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أن القوات الأمريكية ستظل موجودة في سوريا -يتمركز حوالي 900 جندي أمريكي في سوريا- وذلك لضمان عدم عودة تنظيم داعش إلى الظهور. 

وأجمع محللون وخبراء سياسيون وعسكريون، على أن السماح بالتواجد العسكري للناتو أو إيران أو حتى روسيا داخل الأراضي السورية يتوقف على قرار الحكومة السورية الجديدة المتوقع تشكيلها خلال الفترة المقبلة.

أخبار ذات علاقة

أطفال سوريون أمام صورة ممزقة للرئيس السابق الأسد

"الناتو" ينتقد روسيا وإيران بعد سقوط الأسد

قرار الحكومة السورية الجديدة

وأكد الخبراء، أن الحديث الآن يدور حول سيناريوهات التواجد الإسرائيلي في الجنوب السوري أيضًا، خاصة وأن التواجد الإيراني لم يكن كليًا اليوم في سوريا ولم يبق إلا الحضور العسكري الروسي ومن قبله الانتشار العسكري الأمريكي.

وقال الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن تواجد القوات الروسية في سوريا هو بقرار من النظام السابق، ومن ثم فإن وجودها شرعي، أما في حالة تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات داخل سوريا، فقد تطالب الحكومة بخروج القوات الروسية، وفي هذه الحالة ستخرج روسيا لأن روسيا تحترم القانون الدولي، أما في حالة رفض روسيا هذا الأمر فسيُعد احتلالا، وفق تعبيره.

دخول "الناتو" إلى سوريا

وأضاف الأفندي لـ"إرم نيوز"، أن الأمر بالنسبة لقوات "الناتو" وتواجدها في سوريا أيضا سيتوقف على الحكومة السورية الجديدة والنظام الجديد وفي الأساس تنتشر قوات الناتو بالبحر المتوسط، وفي حال خروج روسيا من سوريا قد يدخل "الناتو" إلى سوريا نكاية في روسيا ولكن لا أعتقد أن يتخذ الناتو تلك الخطوة لأنه يتواجد في منطقة البحر المتوسط، وفق قوله.

وأكد الخبير في الشؤون الروسية، أن الحكومة السورية الجديدة المنتظر تشكيلها لن تغير المواقع الجيوسياسية الحالية حتى لا تدخل في عداءات خارجية، خاصة أن الوضع في سوريا لم يستقر لكن بعد الاستقرار قد يحدث تبديل للقوات الروسية بغربية.

مضيفا "ولكن هذا لا يعني شيئا بالنسبة لروسيا التي تعتبر أن الأهم بالنسبة إليها هو البحر الأسود ووجودها في أوروبا، أما وجودها في الشرق الأوسط بشكل عام بعد حرب غزة ولبنان فلم يعد له قيمة"، وفق تقديره.

وتابع أن روسيا دخلت سوريا عام 2015 حتى تضمن وجودها في الشرق الأوسط وتبسط نفوذها استعدادا لمعركتها مع "الناتو" في أوكرنيا، والآن الحرب بدأت وبسطت نفوذها في الشرق الأوكراني وستبسط نفوذها في البحر الأسود.

أما فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني في سوريا، قال الأفندي، إن إيران لم يعد لها حضور في سوريا، و"حزب الله" خرج منها أيضا، وفي اجتماع الدوحة يبدو أنه تم إقناع إيران بمزايا في ملفات أخرى مقابل خروجها من سوريا، وبالفعل لم يعد هناك أي وجود إيراني في سوريا الآن.

حضور عسكري غربي

ومن ناحية أخرى، قال الخبير العسكري العميد نضال زهوي، إن التواجد العسكري الإيراني انعدم كليًا اليوم في سوريا ولم يبق إلا الحضور العسكري الروسي ومن قبله العسكري الأمريكي، والحدث الجديد هو التواجد العسكري الإسرائيلي في الجنوب السوري.

أخبار ذات علاقة

مفاعل بوشهر النووي الإيراني

بعد سقوط الأسد.. مخاوف إسرائيلية من تسريع إيران برنامجها النووي

 هزيمة استراتيجية لروسيا

وأضاف زهوي لـ "إرم نيوز" أن المرحلة المقبلة ستشهد انتشارا عسكريًا غربيًا أكبر في سوريا من الوجود الروسي، وهو ما يعتبر هزيمة استراتيجية لروسيا في سوريا كما هزمت إيران، واليوم لم يعد هناك أي تمركز لقوات إيرانية على الأراضي السورية باستثناء السفارة الإيرانية في دمشق وملحقاتها فقط وفي هذه الحالة القانون الدولي يرعاها."

وأشار زهوي إلى أنه بالنسبة للوجود الروسي يتمركز في الساحل السوري بمنطقة المياة الدافئة بالبحر المتوسط كقوات بحرية وهذا التمركز له عقبات مع التمركز التركي في البحر المتوسط.

وأوضح الخبير العسكري، أن الحضور الروسي اليوم يحاول الحفاظ على مصالحه الأخرى وأساسا عقود الغاز التي تم توقيعها مع الدولة السورية. 

وأشار زهوي، إلى أن الوضع في سوريا معقد حيث يوجد مسلحون في سوريا يتبعون روسيا وفصيل آخر مسلح يتبع أمريكا وآخر يتبع تركيا، موضحًا أنه يوجد في سوريا الآن 16 فصيلا إسلاميا والفصيل الكردي بالإضافة إلى فصائل أخرى أنتجتها روسيا.

وأضاف زهوي أن زيادة نفوذ الدول المؤثرة في سوريا سيؤثر على تأزم الأوضاع ولن تستقر الأمور  في سوريا على نحو سريع عند تكوين النظام الجديد ومن سيحكم سوريا وكل فصيل سيبحث عن مكان في النظام الجديد بالإضافة إلى الفصيل الكردي "قسد" والذي يريد المناطق الكردية التي لن ترضى عنها القوى الإسلامية الجديدة في سوريا، كما أن تركيا لن ترضى عن وجود سوريا الكردية كما حدث في العراق.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC