قال خبراء إن حوالي 8 آلاف طن من الذخائر والصواريخ غير المنفجرة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على غزة حولت القطاع إلى ما يشبه "حقل ألغام"، مؤكدين أن تفكيك هذه الكمية الهائلة من الذخائر يتطلب وقتًا طويلاً وعملًا دقيقًا بإشراف فرق متخصصة.
وأشار الخبراء إلى أن الركام الكبير كان أحد الكوارث التي خلفتها الحرب، والتي شملت أيضًا تراكم حوالي 35 مليون طن من النفايات، وهي بحاجة لوقت طويل للتخلص منها.
وكانت الأمم المتحدة قد قدرت كلفة إعادة إعمار القطاع بحوالي 80 مليار دولار أمريكي، مع حاجة تمويلية على المدى القصير تصل إلى 20.5 مليار دولار خلال الأعوام الثلاثة الأولى.
ويقول الخبير في شؤون الأزمات والكوارث المهندس سعد بيتوني، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمرافق في قطاع غزة يفوق في قوته الدمار الذي تعرضت له بعض المدن الأوروبية خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي تفسيره لحجم الركام الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة، يؤكد المهندس بيتوني أن الجيش الإسرائيلي استخدم كافة أنواع الأسلحة، بما في ذلك أسلحة مدمرة ثقيلة الوزن تم استخدامها لأول مرة في تاريخ الحروب العالمية، وهي أسلحة كانت قد حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة.
وأشار المهندس بيتوني إلى أن القوة التدميرية التي تسببت بها آلاف الأطنان من المتفجرات التي استخدمت في الحرب على القطاع تعادل خمس أضعاف ما يمكن أن يسببه زلزال مدمر بقوة 7 درجات على مقياس ريختر.
ورجح المهندس بيتوني أن تستغرق عملية إزالة الركام الذي خلفته الحرب على القطاع 24 شهراً على أقل تقدير، فيما تتطلب عملية إعادة الإعمار في حال استقرت الأوضاع نحو خمس سنوات.
من جانبه، قال الخبير في قطاع البيئة جمال قوتلي، لـ"إرم نيوز"، إن حجم الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة له آثار سلبية كبيرة على السكان المدنيين، والبنية التحتية، والاقتصاد، والبيئة.
وأضاف قوتلي أن هذه الأضرار طالت البشر والحجر في غزة، حيث تعرضت البنية التحتية للتدمير الكامل، بالإضافة إلى المرافق الخدمية التي شملت المباني السكنية والمستشفيات والمدارس، وغيرها من المنشآت الحيوية.
أما على صعيد الأضرار البيئية، فقد أوضح قوتلي أن الحرب تسببت في تدمير شبكات المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى تلوث ما تبقى من مصادر المياه الصالحة للاستخدام، كما أدى القصف المكثف إلى تلوث الهواء بسبب تدمير المصانع والمرافق المختلفة، بالإضافة إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية جراء القصف المستمر لنحو 470 يوماً، وفق قوله.
