تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
رسخت الجزائر وواشنطن تعاونهما في أعقاب زيارة الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، البلاد للمرة الثالثة.
وجاءت الزيارة في وقت تثير فيه التحركات الروسية الأخيرة في الساحل الأفريقي وليبيا الاستياء، مع تراجع العلاقات العسكرية بين الجزائر وفرنسا.
وكأول خطوة للإدارة الأمريكية الجديدة في أفريقيا، أفادت القيادة العسكرية "أفريكوم" في بيان لها أن زيارة لانغلي، وتوقيع مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة والجزائر "توضحان الرؤية المشتركة لبلدينا لتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والدولي من خلال الحوار الاستراتيجي".
وعبّر مايكل لانغلي عن تطلعه الدائم للعمل على تعزيز علاقات التعاون العسكري، مشيداً بمستوى التنسيق المتعدد الأبعاد بين الطرفين، وكذلك بمساهمة الجيش الجزائري في استتباب الأمن والسلم في المنطقة.
أما الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة، فقد أعرب عن تطلع بلاده إلى تعزيز علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات والقطاعات، بما في ذلك الدفاع والأمن، بعد تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.
ومن المعروف أن التعاون الجزائري الأمريكي يعدّ ركيزة أساسية للعلاقات بين البلدين لسنوات، لكن قادة البلاد حافظوا على نهج متعدد الأوجه، شمل شراكتهم مع روسيا وفرنسا.
لكن التطورات الأخيرة في منطقة الساحل، عقب الدور المتنامي لمجموعة "فاغنر" الروسية في مالي وأفريقيا عموماً، التي دعمت بشكل غير مباشر الانقلابات العسكرية ضد السلطات المنتخبة جاءت على حساب المصالح الجزائرية، والغربية على حد سواء.
ويرى الباحث في العلاقات الدولية الأستاذ حسين مصدق من باريس، أن "الجزائر لا خيار لها سوى التقارب مع واشنطن بسبب اعتقادها أنها كانت حليفة لروسيا، لكن تبين لها أنها كانت تتوهم" وفق تعبيره.
وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، يوافق مصدق الرأي القائل إن ما تفعله روسيا في مالي أو ليبيا، وعموماً في أفريقيا، أثَّر على علاقاتها مع الجزائر.
وتحدث الباحث السياسي عن طلب روسيا من الجزائر التوقف نهائياً عن تزويد أوروبا بالغاز، وهو أمر يعد مرفوضاً بالنسبة لهذا البلد، في إشارة إلى رغبة موسكو معاقبة الغرب عن طريق ملف الطاقة، بحسب قوله.
ورسخت الجزائر مكانتها كمورد رئيس للغاز الطبيعي والمسال إلى إسبانيا في العام 2024، كما في سوق الطاقة الأوروبية. وبحصة تبلغ 38.5 % من واردات الغاز الإسبانية، تفوقت الجزائر بكثير على منافسيها، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة.
في المقابل، أثار المحلل السياسي فاضل رحماني مسألة التحركات الروسية الأخيرة في المنطقة والتي عدتها الجزائر محاولة لتقليص دورها ونفوذها في الساحل الأفريقي.
وقال إنه "لولا مساعدة موسكو، ومن ورائها مرتزقة "فاغنر" لما تمكن المجلس العسكري في مالي من شق وثيقة اتفاق السلام بين باماكو والمجموعات المسلحة التي تم توقيعها، في العام 2015، وبفضلها استقرت الأوضاع الأمنية نسبياً طيلة تلك الفترة".
وأضاف أن التعاون الأمريكي الجزائري قائم منذ سنوات، لكن تعزيزه سيعمل على مراجعة موسكو حساباتها في المنطقة، وفق تعبيره.
وكان قائد "أفريكوم" زار الجزائر، في يوليو الماضي، وناقش خلالها مع القيادة الجزائرية العديد من القضايا العالمية والإقليمية، فيما شارك الجيش الجزائري، إلى جانب نظيره الأمريكي، في تدريبات عسكرية، الصيف الماضي، نظمتها قيادة "أفريكوم" في تونس.
كما يأتي هذا التعاون في ظل تراجع العلاقات العسكرية بين الجزائر وفرنسا، فقد دعا وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو إلى "إعادة بناء العلاقة" بين البلدين، على ضوء التوتر الذي تشهده هذه العلاقات، وقال: "يجب علينا أن نجد مخرجاً من هذا الوضع".
وأضاف: "نحن نضيع الفرصة بما في ذلك في مجال مكافحة الإرهاب"، خاصة في بلدان الساحل، وفق تعبيره.