عصام العبيدي - إرم نيوز
بعد السقوط المدوّي لمحافظة حلب السورية بيد الفصائل المسلحة، عاد إلى الأذهان سقوط مدينة الموصل العراقية عام 2014، ضمن سيناريو مشابه، ويلتقي في الكثير من المشاهد..
ففي الموصل العراقية، سيطر تنظيم "داعش" على المدينة بعد انسحاب مفاجئ للقوات العسكرية من الجيش والشرطة وغيرها، وهو ما تكرر في حلب.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن "إشارات استفهام حول هذا التقدم السريع لهيئة تحرير الشام والفصائل المساندة لها، التي تنفذ هجوماً واسعاً على القوات الحكومية منذ أيام، وتدخل المناطق دون اشتباكات".
ويُشير الخبير الأمني رياض الجبوري إلى أن "التوقيت في كلتا الحالتين كان حاسمًا؛ ففي الموصل، جاء الهجوم في ظل ضعف الحكومة المركزية. وفي حلب، استغلت الفصائل المعارضة انشغال النظام بجبهات أخرى".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "العوامل المشتركة تشمل الانهيار السريع للدفاعات، والفراغ الأمني، والتخطيط المسبق من قبل المهاجمين".
ولعبت العوامل السياسية والعسكرية دورًا محوريًا في تسهيل سقوط المدينتين، إذ أدى الفساد وسوء الإدارة إلى انهيار القوات الأمنية العراقية آنذاك. بينما في حلب، فإن خبراء يرون أن الحال مماثلٌ، فضلًا عن تسارع التحالفات، والضغوط الدولية، وانهيار حزب الله في لبنان، والتغير الحاصل في موازين القوى.
كما أن الدعم الخارجي للفصائل المهاجمة كان حاسمًا في سوريا، حيث تلقت "هيئة تحرير الشام" دعمًا لوجستيًا ومعنويًا في هجومها الأخير ، خاصة من قبل تركيا، في وقت لم يحظَ تنظيم داعش بمثل هذا الدعم آنذاك.
الموقف الأمريكي
أما بالنسبة للموقف الأمريكي، ففي حالة الموصل عام 2014، اتسم بالتردد وعدم التدخل المباشر أول الأمر، ما سمح لتنظيم "داعش" بتوسيع نفوذه، قبل أن يتشكل التحالف الدولي لمواجهة التنظيم.
في المقابل، شهدت حلب في 2024 موقفًا أمريكيًا مترددًا، تزامن مع الفترة الانتقالية بين إدارة الرئيسين الأمريكيين، الحالي جو بايدن، والمنتخب دونالد ترامب، كما أن التركيز الأكبر للولايات المتحدة ينصب حاليًا على أوكرانيا، ثم على ملفات غزة ولبنان في الشرق الأوسط.
وفي أول تعليق من واشنطن، حول ما يحصل في سوريا، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت، إن واشنطن تتابع الوضع عن كثب، وقد تواصلنا خلال الـ48 ساعة الماضية مع العواصم الإقليمية.
وأضاف أن استمرار نظام الأسد في رفضه الانخراط في العملية السياسية واعتماده على روسيا وإيران، خلق الظروف الحالية، بما في ذلك انهيار خطوط نظام الأسد في شمال غرب سوريا.
من جهته، يرى الخبير في الشأن العراقي، غالب الدعمي، أن "أبرز ملامح التشابه، هي أن المجتمعات في الموصل وكذلك حلب وإدلب معارضة للحكومة أو النظام، بسبب تهميشها، وعدم التصالح معها، وهذا ما ينذر بسقوط مدن أخرى في سوريا".
وأضاف الدعمي لـ"إرم نيوز" أن "الوضع الآن تغير في العراق، والمعادلات انقلبت، ولا يمكن الحديث عن إرهاصات لحدوث شيء مماثل لما حصل عام 2014، في الموصل"، مشيرًا إلى أن "سقوط حلب والموصل يتماثل في الكثير من القضايا، وربما هو امتداد لمشروع واحد".
