الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة

logo
العالم العربي

هدف مشترك لحزب الله وإسرائيل.. تمديد اليونيفيل يواجه "ألغام الجنوب"

هدف مشترك لحزب الله وإسرائيل.. تمديد اليونيفيل يواجه "ألغام الجنوب"
اليونيفيلالمصدر: إرم نيوز
27 يونيو 2025، 6:28 ص

يواجه لبنان، الساعي إلى تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب "يونيفيل" ، تحديات معقدة تتسم بتناقض لافت، حيث يلتقي "حزب الله" بشكل غير معلن، عبر ما يعرف بـ"كتيبة الأهالي" المدعومة من جانبه، مع الموقف الإسرائيلي في رفض التجديد لهذه القوات، رغم دورها المحوري في دعم الجيش اللبناني ومنع اندلاع مواجهة جديدة بين تل أبيب والميليشيا اللبنانية.

وسط هذه التعقيدات، رجّح خبراء  لبنانيون ومختصون في العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن يتم التمديد لليونيفيل، في أغسطس/ آب المقبل، لكن بعد جدل كبير ستثيره الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن، حيث من المتوقع أن تضغط واشنطن لفرض شروط جديدة على لبنان مقابل التمديد، أبرزها استكمال سحب السلاح غير الشرعي من "حزب الله"، وتعزيز دور الجيش اللبناني، وتوسيع صلاحيات اليونيفيل لتتمكن من دعم الجيش بحرية كاملة في الجنوب.

وأكد الخبراء أن ما تريده الحكومة اللبنانية هو تجديد تقليدي لليونيفيل دون أي تعديلات، إلا أن هذا الخيار يبدو صعباً في ظل المتغيرات الأخيرة في الجنوب، خاصة بعد الضربات التي تلقاها "حزب الله"، ومع وجود أطراف داخل الحكومة اللبنانية تؤيد إدخال تعديلات على نص قرار التجديد، وربما توسيع صلاحيات القوات الدولية بالتنسيق مع لجنة اتفاق وقف إطلاق النار "الخماسية" التي يرأسها الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز.

وكانت الحكومة اللبنانية قد وجهت، عبر وزارة الخارجية والمغتربين، رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي تطلب فيها تجديد ولاية قوات "اليونيفيل" في الجنوب، استناداً إلى الصيغة المعتمدة في العام الماضي دون أي تغيير.

أخبار ذات علاقة

قوات اليونيفيل

لبنانيون يعتدون على دورية لـ"اليونيفيل" (فيديو)

 وبحسب معلومات نقلتها وسائل إعلام لبنانية، فقد تسلّم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو  غوتيريش الرسالة اللبنانية، التي اعتمدت في مضمونها على النص السابق دون إدخال أي تعديلات.

وقال المحلل السياسي اللبناني علي حمادة إن عملية التجديد لقوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، المقررة في شهر أغسطس المقبل، ستشهد على مدى الشهرين المقبلين تجاذبات دبلوماسية مكثفة بين لبنان وإسرائيل، إضافة إلى نقاشات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح حمادة في تصريحاته لـ"إرم نيوز" أن هناك توجهاً أمريكياً إسرائيلياً واضحاً يدفع نحو تعديل مهمة "اليونيفيل" بشكل جوهري، بحيث تُمنح هذه القوات صلاحيات أوسع لأداء مهامها، بما في ذلك تنفيذ عمليات تفتيش مباغتة دون الحاجة للحصول على إذن مسبق من السلطات اللبنانية أو التنسيق مع أي جهاز أمني لبناني. 

وأشار إلى أن  واشنطن وتل أبيب تشككان في نزاهة بعض الضباط في المؤسسات الأمنية اللبنانية، حيث يعتقد الطرفان أن هؤلاء الضباط يبلغون "حزب الله" مسبقاً بمواعيد تحركات أو مداهمات "اليونيفيل"، مما يمنح الحزب الوقت الكافي لإخفاء الأسلحة أو المعدات الحساسة التي قد تُستخدم في تصنيع أسلحة، أو لتحريك ما يُعرف، اليوم، في لبنان بـ"كتيبة الأهالي".

وبيّن حمادة أن "كتيبة الأهالي" تتألف من سكان محليين في القرى الجنوبية، ينتمون إلى "حزب الله"، وتكمن مهمتهم في الاشتباك مع قوات "اليونيفيل" ومنعها من تنفيذ مهامها، بذريعة أن هذه القوات لا تملك الحق في التحرك أو التفتيش دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني، وقيادة "حزب الله".

وأشار حمادة إلى وجود تيار داخل الإدارة الأمريكية يتقاطع مع الموقف الإسرائيلي في التلويح بإلغاء مهمة "اليونيفيل"، بحجة أن هذه القوات لم تعد قادرة على نزع سلاح "حزب الله" في الجنوب اللبناني، وأن دورها بات يقتصر عملياً على توثيق التجاوزات دون القدرة على منع الحرب أو ضبط انتشار السلاح، مما يجعل فعاليتها محدودة للغاية.

أخبار ذات علاقة

قوات اليونيفيل

قرار أمريكي مُنتظر لإنهاء أنشطة "اليونيفيل" في جنوب لبنان

 وأضاف حمادة أن الحكومة اللبنانية تسعى إلى تجديد ولاية "اليونيفيل" وفق الصيغة التقليدية ومن دون إدخال أي تعديلات على مهامها، إلا أن هذا الهدف بات صعب التحقيق في ظل المتغيرات الميدانية الأخيرة في الجنوب اللبناني، خاصة بعد الضربات التي تعرض لها "حزب الله". كما أشار إلى وجود أطراف داخل الحكومة اللبنانية لا تمانع إدخال تعديلات على صيغة التجديد ومنح "اليونيفيل" صلاحيات أوسع، ربما بالتنسيق مع لجنة اتفاق وقف إطلاق النار "الخماسية"، التي يرأسها الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز.

بدورها، ترى المتخصصة في العلاقات  اللبنانية العربية والدولية، ثريا شاهين، أن لبنان قادر على تحقيق النجاح في مساعيه لتجديد ولاية قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، استناداً إلى قناعة لبنانية راسخة بأن وجود هذه القوات ضروري لدعم الجيش اللبناني في حفظ الأمن والسلم انطلاقاً من الجنوب، خاصة في ظل الدعم الذي يحظى به الموقف اللبناني من عدة دول مؤثرة داخل مجلس الأمن، أبرزها فرنسا وروسيا.

وأوضحت شاهين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة، رغم دعمها الثابت لإسرائيل، قد تعود في اللحظات الأخيرة، وفق تقديرات أوساط دبلوماسية، إلى تسهيل عملية التمديد لليونيفيل، نظراً لعدم ملاءمة الظروف الإقليمية الحالية لسحب القوات الدولية من الجنوب اللبناني.

وأضافت شاهين أن من بين المقترحات الأمريكية المطروحة حالياً بين الدول المعنية بملف التمديد، تقليص عدد عناصر قوات اليونيفيل، وتخفيض جزء من الموازنة التي تسددها الولايات المتحدة لصالح هذه القوات، إلى جانب مقترح آخر يقضي بتقصير مدة التجديد لتكون 6 أشهر بدلاً من عام.

واعتبرت شاهين أن  إسرائيل لا ترغب بوجود اليونيفيل في الجنوب اللبناني، وهو الموقف ذاته لدى ما يعرف بـ"كتيبة الأهالي"، التي تحركها "حزب الله"، حيث يسعون من جهتهم أيضاً إلى إضعاف هذه القوات عبر تنفيذ أعمال عدائية ضد قوافلها أو عرقلة عمليات تفتيشها للمراكز والمواقع في الجنوب بناءً على معلومات مسبقة.

وأشارت شاهين إلى أن اللافت هو تعامل الطرفين، الإسرائيلي وحزب الله عبر "كتيبة الأهالي"، مع قوات اليونيفيل بطريقة تصادمية ومفاجئة، رغم أن هذه القوات ترى نفسها شريكاً أساسياً في حفظ الأمن ودعم سلطة الدولة اللبنانية في الجنوب.

وختمت شاهين بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة، بعد النقاشات المتوقعة في مجلس الأمن حول التمديد، ستوافق على استمرارية مهمة اليونيفيل ولكن مع فرض شروط جديدة، من أبرزها التأكيد على ضرورة استكمال لبنان لعملية سحب السلاح غير الشرعي، وتعزيز دور الجيش اللبناني، وتوسيع صلاحيات اليونيفيل لتتمكن من دعم الجيش اللبناني والتحرك بحرية كاملة في الجنوب.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC