رأى خبيران أن محادثات الحكومة السورية مع الإدارة الذاتية الكردية تدور حول ملفات شائكة تتراوح بين الأولويات العاجلة والعقبات البنيوية.
فبينما يبرز ملف التعليم كأولوية ملحّة مع اقتراب موعد الامتحانات، تظل قضايا مثل المعابر الحدودية وحقول النفط ومطار القامشلي نقاطا خلافية عميقة.
لكن يبقى ملف دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري الأكثر تعقيداً، إذ تصطدم الرؤى حول طبيعة هذا الدمج وحدوده.
وقال عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا عماد مجول إن "المحادثات بين دمشق والإدارة الذاتية قديمة جديدة بدأت منذ تسلم السلطات الحالية الحكم، واليوم كان هناك لقاء رسمي للوفد المفاوض في دمشق".
وأوضح مجول لـ"إرم نيوز" أن "هذه اللقاءات جيدة وإيجابية جداً وكل الشعب السوري يطمح إليها، لكن سيكون هناك بعض التحديات التي ستواجه هذه المفاوضات، من ضمنها العقلية المركزية لدى سلطات دمشق، التي قد تعرقل هذه المفاوضات، لأن الإدارة المركزية لن تقبل بأي مركزية مطلقة في مناطقها" وفق تعبيره.
وأضاف أن "قيادات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية يطمحون إلى سوريا جديدة تعددية لامركزية تشاركية".
وذكر مجول أن "من بين الملفات الملحة جداً ملف التعليم، خاصة أن طلاب سوريا على أبواب امتحانات، وقد نتج عن الاجتماع تشكيل لجان متخصصة تتابع هذا الملف".
وفيما يتعلق بدمج قوات قسد في تشكيلات الجيش السوري، أكد أن "هذه الملفات ستصطدم بعوائق كبيرة على أمل أن يجتازها الفريقان المفاوضان، وقسد كقوة عسكرية لها تجربة كبيرة في فرض الأمن ومكافحة الإرهاب، وهي ترفض الاندماج مع الجيش السوري بشكل فردي".
وذكر أن "ملف الاندماج شائك وبحاجة إلى جولات ولجان عديدة مختصة لمتابعة هذا الملف مع وجود ضمانة دولية، فقسد ليست ضد الدمج ولكن لديها شروط بأن يكون لديها خصوصية ضمن هيكلية الجيش".
ولفت إلى أنه "من حيث المبدأ الأجواء كانت إيجابية وهناك أريحية كاملة من قبل الوفدين المفاوضين، وخلال الأيام المقبلة ستكون هناك جولة ثانية من المفاوضات على أمل أن تكون النتائج مثمرة بما فيه الخير لكل السوريين" وفق تعبيره.
من جانبه، قال الناشط المدني الكردي إدريس خلّو إن "هناك ملفات آنية يجب الانتهاء منها، ومن هذه الملفات ملف التعليم وهو ملف عاجل، وكذلك ملف عودة الدوائر الحكومية السورية، إلى جانب الملف الأمني".
وأضاف خلّو لـ"إرم نيوز" أن "هناك توجها لدى الفريقين للعمل معاً على الملفات التي لا تستدعي صعوبات كثيرة"، معتبرا أن "الأمور تحت السيطرة بما أن هناك راعيا أمريكيا هو الذي يقود هذه المفاوضات بشكل مباشر أو غير مباشر".
وأضاف أن "هناك نوايا طيبة وإرادة من الطرفين لحل جميع الإشكالات، وخلال الفترة القادمة سنشهد تحولات بخصوص إنجاز هذا الملف وهو تطبيق الاتفاق الذي حصل بين الرئيس السوري أحمد الشرع، ووفد الإدارة الذاتية".
وخلص خلّو إلى أن "الأمور تسير بشكل جيد وستشهد خلال الفترة القادمة الخوض في بقية الملفات، وهي غير مستعصية وقابلة للحل كون الراعي الأمريكي حاضرا وتركيا أيضاً حاضرة بثقلها في هذا الملف" بحسب قوله.
وتابع: "كما أن أي إنجاز في الملف الكردي-التركي وحزب العمال الكردستاني تحديداً والاتفاقيات التركية عوامل مساعدة لإنجاز الاتفاق بين دمشق والإدارة الذاتية".
