قالت مصادر لبنانية إن إسرائيل تريد جنوب الليطاني خاليا من السكان ومن أي تواجد عسكري للجيش اللبناني أو حزب الله أو حتى لقوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل".
وأوضحت المصادر لـ "إرم نيوز"، أن إسرائيل تسعى إلى توسيع مساحة المنطقة العازلة على حساب كل بلدات وقرى الشريط الحدودي التي قامت بتدمير الجزء الأكبر منها خلال الحرب الأخيرة.
وأكدت المصادر أن السلطات اللبنانية تبلغت بالطلب الإسرائيلي الذي نقله الجانب الأمريكي، لكن الرئاسات الثلاث في لبنان رفضت الطلب بشكل مطلق، مشددة على الالتزام بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية الصادرة بهذا الخصوص.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل تعمل بالتنسيق مع الجانب الأمريكي على إنهاء مهمة قوات اليونيفيل وذلك لخدمة مخططاتها الأمنية والعسكرية التي تعمل على تنفيذها في الشريط الحدودي مع لبنان.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة قوات اليونيفيل بعدم القيام بمهامها في منع حزب الله من بناء قوته ومنظومته العسكرية وبنيته التحتية في جنوب الليطاني منذ العام 2006، وأنها فشلت في تطبيق القرار الأممي 1701.
ويأتي الحديث عن المطالبة الإسرائيلية بإخلاء جنوب الليطاني بالتزامن مع بدء مناقشة مجلس الأمن مسوّدة قرار قدّمتها فرنسا لتمديد ولاية قوات اليونيفيل لعام إضافي، في ظل خلاف مع الولايات المتحدة التي تطالب رسمياً بإعلان إنهاء مهمة القوات الدولية تمهيداً لانسحابها خلال ستة أشهر فقط.
ويطرح الجانب الأمريكي بديلا عن قوات اليونيفيل يتمثل في نقل مهمة المراقبة إلى لجنة الإشراف المشتركة التي جرى تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
تتضمن المسوّدة الفرنسية الإشادة بالجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لتعزيز سيادتها على الأراضي كافة من خلال الجيش الذي انتشر في العديد من المواقع في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل.
وبحسب المصادر اللبنانية، فإن المسوّدة الفرنسية لم تتضمّن أي تعديلات على مهمة اليونيفيل، بل تطالب بالتجديد التلقائي لهذه القوات، إلا أن ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن أكدت رفض واشنطن عملية التجديد في ظل تحفظاتها على عمل القوات.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن على قرار استمرار عمل قوات اليونيفيل أو إنهاء مهامها مع نهاية شهر أغسطس/آب الجاري.
يشار إلى أن الحكومة اللبنانية أكدت طيلة الفترة الماضية أن الممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكا للسيادة اللبنانية وتستهدف فرض خريطة أمر واقع في الجنوب اللبناني رغم اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
