logo
العالم العربي

بلغت إقليم كردستان.. حرب "المسيرات الغامضة" تُثير الجدل في العراق

بلغت إقليم كردستان.. حرب "المسيرات الغامضة" تُثير الجدل في العراق
مطار أربيلالمصدر: منصة "إكس"
04 يوليو 2025، 8:23 م

رأى مختصون أن انتقال الهجمات الغامضة بالطائرات المسيّرة إلى إقليم كردستان العراق يفتح فصلًا جديدًا من التصعيد الأمني، ويكشف عن هشاشة المنظومة الدفاعية، وسط تحذيرات من أن تتحول أجواء البلاد إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات.

وأعلنت سلطات إقليم كردستان، أمس الخميس، إسقاط طائرتين مسيّرتين مفخختين قرب مطار أربيل الدولي، دون وقوع إصابات أو أضرار مادية، فيما أكدت مصادر أمنية أن إحدى المسيّرتين انفجرت في الجو، بينما تم اعتراض الثانية في منطقة سيبيران، على مقربة من المدرج، دون أن تتأثر حركة الطيران.

أخبار ذات علاقة

مطار أربيل

كردستان العراق: إسقاط مسيّرة مفخخة قرب قاعدة للتحالف الدولي (فيديو)

وقال المدير العام للمطار، دانا توفيق، إن "إحدى طائرات شركة فلاي أربيل تأخرت عن الهبوط لعدة دقائق بسبب الحادث، لكن بقية الرحلات استمرت بصورة طبيعية، والوضع الأمني في محيط المطار تحت السيطرة التامة".

ولم تكن الحادثة معزولة، بل جاءت ضمن سلسلة هجمات متكررة خلال الأيام الماضية، استُخدمت فيها طائرات مسيّرة وصواريخ قصيرة المدى، وطالت مواقع حيوية في محافظات كركوك وصلاح الدين وذي قار، من بينها مطار كركوك الدولي، مصفى بيجي، قاعدة الإمام علي الجوية، وأخرى في السليمانية ومحيط منطقة كرميان.

من نتائج صراع إيران وإسرائيل

بدوره، قال الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة، الفريق جبار ياور، إن "الضربات الأخيرة تشير إلى خلل في قدرات الرصد الجوي، خاصة بعد استهداف منظومات الرادار في بغداد والناصرية".

وأضاف ياور، لـ"إرم نيوز"، أن "الخبراء الذين يحققون في أجزاء المسيّرات لم يصدروا حتى الآن أي تقرير رسمي، لكن أعتقد أن هذه الهجمات هي إحدى نتائج الصراع الإيراني – الإسرائيلي، حيث انقسمت الساحة العراقية بين مؤيد لطهران ومناهض لها، ما خلق حالة من الاحتقان الداخلي، حاولت بعض الجهات ترجمتها عسكريًا على الأرض" وفق تعبيره.

رسائل ضغط

وأثيرت تساؤلات في الأوساط السياسية والأمنية حول سبب اندلاع هذه الهجمات بشكل مفاجئ بعد انتهاء المواجهة بين إيران وإسرائيل، وما إذا كانت تهدف إلى جرّ العراق إلى ساحة صراع غير مباشر، أو فرض وقائع أمنية في مرحلة ما قبل الانتخابات، أو حتى إرسال رسائل ضغط ضد حكومة بغداد أو أربيل على خلفيات سياسية أو اقتصادية.

من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي الكردي، صبحي المندلاوي، إن "هذه الهجمات تكشف حالة من العجز لدى بعض الأطراف التي فشلت في التأثير السياسي، فتحولت إلى استخدام الطائرات المسيّرة كأداة تخريب، سواء ضد أربيل أو بغداد أو حتى البصرة"، مشيرًا إلى أن "الأضرار لا تمسّ الإقليم فقط، بل العراق ككل".

وأضاف المندلاوي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "الدفاعات الجوية لأربيل والتحالف الدولي تتعامل مع هذه التهديدات بفعالية، لكن المشكلة الأعمق تكمن في غياب منظومة متكاملة تحت سيطرة الحكومة العراقية، قادرة على حماية الأجواء وملاحقة مطلقي هذه الطائرات".

ثغرات أمنية كبيرة

وتوسعت دائرة القلق من هذه الهجمات، لا سيما أنها كشفت ثغرات أمنية كبيرة، منها أن أنظمة الرادار العراقية قد لا تغطي كامل المجال الجوي، بعد استهداف مواقع رئيسة في التاجي والناصرية، ما يطرح علامات استفهام حول جاهزية البلاد لأي تصعيد أكبر.

ويحذّر خبراء أمنيون من أن العراق دخل فعليًا في مرحلة ما بات يُعرف بـ"حروب الظل" أو "حروب المسيّرات"، حيث تُدار المواجهات بأسلحة رخيصة دون إعلان مسؤولية، في وقت تبقى فيه السلطات عاجزة عن تحديد الفاعلين أو مصادر الإطلاق.

أخبار ذات علاقة

طائرة مسيرة

هجمات المسيرات المجهولة تتصاعد في العراق

ويرى متابعون أن تعدد مسارح الهجمات، وامتدادها من شمال البلاد إلى جنوبها، يشير إلى تنسيق مركّب بين أطراف تمتلك تقنيات عسكرية متطورة، أو تستوردها من الخارج، مستغلةً ثغرات الدفاع العراقي، وانشغال الحكومة في ملفات أخرى.

وبينما تواصل السلطات تحقيقاتها دون نتائج معلنة، تتصاعد الدعوات إلى إعادة النظر في المنظومة الدفاعية ككل، وتوسيع التعاون مع دول تمتلك تكنولوجيا رصد واعتراض متقدمة، إلى جانب بناء شبكة استخبارية قادرة على تتبع مسارات الإطلاق وكشف مصادر تمويل هذه الشبكات.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC