logo
العالم العربي

معركة حماة.. "سباق مع الزمن" قبل التوصل لتفاهمات سياسية

معركة حماة.. "سباق مع الزمن" قبل التوصل لتفاهمات سياسية
آليتان عسكريتان سيطرت عليهما المعارضة في شمال سورياالمصدر: رويترز
04 ديسمبر 2024، 5:05 م

سارة عيسى

تشهد المعارك في ريف حماة تصعيداً لافتاً، حيث برزت المدينة كنقطة استراتيجية تربط المحافظات السورية عبر الطريق الدولي M5، ومع تغييرات عسكرية ودبلوماسية متسارعة، تسعى الأطراف المتنازعة لفرض وقائع جديدة على الأرض.

وفي الوقت نفسه، أشار خبراء إلى أن الخطوط الحمراء الدولية التي كانت تحد من تمدد الفصائل نحو مناطق الأقليات تغيّرت، ما أفسح المجال أمام مواجهات حامية.

 ورأوا أن هذه التحولات تعكس سباقاً مع الزمن، قبل التوصل إلى تفاهمات سياسية نهائية.

وقال الكاتب الصحفي عبد الله علي، المتخصص بشؤون "الجماعات المتشددة"، إن الأداء السوري تغيّر مع وصول المعارك إلى مشارف مدينة حماة، حيث برزت التعزيزات العسكرية، وتوالت بيانات قيادة الجيش حول ما يدور في المنطقة، وهو ما لم يفعله على جبهة حلب.

جنود من الجيش السوري الحكومي

وأضاف علي أنه "بعدما تمكن الجيش من استعادة بعض المناطق بعد ساعات فقط من سيطرة هيئة تحرير الشام عليها، سرعان ما دخل ريف حماة بقراه وبلداته المحاذية لمدينتي محردة والسقيلبية، في دوّامة من الكرّ والفرّ، بعد أن كانت مجموعات المسلحين قد سيطرت على بلدة قلعة المضيق وأغلقت طريق السقيلبية – حماة".

ورأى أن "الأمر اختلف في حماة نسبياً لعدة أسباب، أهمها أن مدينتي محردة والسقيلبية كانتا الحد الأخير الذي وصل إليه ما كان يسمى الجيش الحر عام 2015".

وأردف: "حاول فصيل "جند الأقصى" إطلاق معركة للتقدم أكثر، لكن سائر الفصائل الأخرى وقفت ضده بسبب وجود خطوط حمراء دولية تمنع الجيش الحر من التقدم نحو المناطق المحسوبة على الأقليات، ويبدو أن ثمة خشية حقيقية حالياً من أن تكون هذه الخطوط الحمر لم تعد موجودة أو أن هيئة تحرير الشام لا تعترف بها".

وتابع: "السبب الآخر يرجع إلى عودة الرئيس السوري بشار الأسد من زيارة غير معلن عنها إلى موسكو، فقد أثار غيابه تساؤلات كثيرة، تردد صداها بين صفوف الجيش وضباطه، وفور عودته اتخذت إجراءات جديدة سواء على صعيد إرسال التعزيزات العسكرية، أو على صعيد التغطية الإعلامية التي كانت غائبة تماماً عما جرى في حلب".

وأشار إلى أن "معظم منتسبي الفرقة 25، التي كان يقودها اللواء سهيل الحسن قبل أن يعين قائداً للقوات الخاصة ويحل مكانه اللواء صالح العبدالله، ينحدرون من حماة وأريافها، وهؤلاء شكلوا منذ عام 2013 الرافعة العسكرية للجيش وتمكنوا من تحقيق انتصارات كبيرة حتى قبل تدخل إيران وحزب الله في الحرب السورية".

فصائل سورية مسلحة في شوارع حلب

ووفق الكاتب، فإن "التخوف الحقيقي من أن يكون الجولاني في حالة سباق مع الوقت من أجل فرض وقائع على الأرض قبل أن تنجح الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها دمشق وبعض الدول العربية في بلورة موقف نهائي من مجرى التطورات في سوريا".

أخبار ذات علاقة

مدينة حماة

الجيش السوري يستعد لشن هجوم مضاد في ريف حماة

ومن جانبه، قال المحلل والباحث الاستراتيجي أمجد إسماعيل الآغا، إنه في سياق المعارك الدائرة، فإن غالبية مناطق الاشتباك تمتاز بأهمية إستراتيجية.

وأضاف الآغا أن "هناك جبهات تُمثل بُعداً إستراتيجياً غاية في الأهمية، الأمر الذي بموجبه قد تتجاوزه بقع جغرافية بعينها نظراً لـ موقعها الإستراتيجي وقدرتها على تطويع الوقائع بما يخدم مباحثات الحل النهائي".

وتابع: "ما بدا لافتاً أن الفصائل المسلحة تقوم بتعزيز الضغط العسكري على جبهات ريف حماة، معتمدةً في ذلك على أسلحة نوعية ومُسيرات متطورة، بُغية إحداث خرق في جبهات ريف حماة الشمالي يُمكّنها من الوصول إلى داخل المدينة".

وأشار إلى أن هذا الواقع يُنظر إليه ضمن مسار محدد، وهو أن حماة تتوسط سوريا، ما يجعلها تحظى بأهمية استثنائية ويجعلها نقطة وصل بين عدة محافظات سورية.

وأردف أن الموقع الجغرافي لحماة ينبع من أهمية وقوعها على الطريق الدولي M5، ومن يسيطر عليها سيكون له زمام المبادرة للتقدم العسكري بشكل أكبر، كما أن المدينة تملك عقدة مواصلات مهمة، تساعد على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة.

وعسكرياً، يرى الآغا أن إمكانية السيطرة على مدينة حمص، والسيطرة على حماة من قبل الفصائل المسلحة، تعني إستراتيجياً فتح الطريق بـ اتجاه ريف حماة الجنوبي وحمص الشمالي؛ مما يشكل خطراً على الدولة السورية وخرائط سيطرتها.

واختتم بقوله إن جبهات القتال في ريف حماة الشمالي تشهد تصعيداً من قبل الفصائل المسلحة؛ بغية خرق الجبهات وتمهيد الطريق للوصول إلى حماة لِما لها من أهمية استراتيجية وتأثيرات جمة على المشهد السياسي في سوريا.

أخبار ذات علاقة

عناصر تابعون للجيش السوري

الجيش السوري يعلن نشر نقاط أمنية في ريف حماة الشمالي

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC