مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
كشف إعلام عبري عن تزايد الشكوك لدى الجيش الإسرائيلي إزاء ما أسماه "تفاهمات سرية" واسعة النطاق بين حماس والوسطاء حول قضايا تتعلق بمستقبل الحركة في قطاع غزة.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هذه التفاهمات أقنعت حماس في 3 أكتوبر/ تشرين الأول بإطلاق سراح جميع الرهائن، ومناقشة تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة.
ووفقًا لمعلومات مسربة، تعهد الوسطاء نيابة عن الولايات المتحدة بالتخلي عن طرد عناصر حماس، وكذلك "الجهاد الإسلامي" من القطاع، وفقًا للمطالب الإسرائيلية، إذا أفرجت حماس عن جميع الرهائن خلال 72 ساعة، وأبدت استعدادًا للمناقشة والتعاون في تنفيذ البنود المتبقية من خطة ترامب المؤلفة من 20 بندًا.
ونيابة عن الإدارة الأمريكية أيضًا، تعهد الوسطاء ببقاء حماس وعناصرها في قطاع غزة، والتعامل معهم كمواطنين عاديين؛ وهو ما فسره المحلل العسكري الإسرائيلي، يارون بن يشاي، بـ"تمكين حماس من البقاء في القطاع كقوة خفية، حتى إذا تم إجبارها على التخلي رسميًّا عن السلطة"، وفق قوله.
وتشير الصحيفة العبرية على لسان الكاتب، إلى أن "التفاهمات السرية"، التي يدور الحديث عنها بين حماس والوسطاء، تزامنت مع مخاوف في تل أبيب، تؤشر على أن "نزع سلاح حماس وبنيتها التحتية في غزة لن يتم بالقوة، بل بالاتفاق، وفقًا لشروط يتم تحديدها في المفاوضات بين الوسطاء، خاصة مصر، وحماس".
وأشارت إلى أنه في حين تلعب قوة الاستقرار متعددة الجنسيات (ISF)، المقرر تشكيلها وفقًا لخطة ترامب، دورًا في نزع سلاح حماس والجهاد الإسلامي، إلا أن ذلك لن يتم إلا عبر شروط يُتفق عليها بين الوسطاء والحركة، ولن تستخدم القوة في أي حال من الأحوال.
ووفقًا لتحليل "يديعوت أحرونوت"، طالبت حماس بعد الاتفاق على "التفاهمات السرية" بالتزام مباشر من ترامب باحترام واشنطن وتل أبيب للتفاهمات ووعود الوسطاء.
وكشفت عن أنه خلال اجتماع، تم ترتيبه بوساطة قطرية بين المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف وصهر ترامب، غاريد كوشنر، والقيادي في حماس، خليل الحية، أكد ويتكوف للحية أن "الرئيس ترامب مُلِم بخطة العشرين نقطة، وملتزم بتنفيذها أيضًا، بالإضافة إلى التزامه بالوعود غير المكتوبة التي قطعها الوسطاء لحماس"؛ وهو ما أدى إلى إحراز انفراجة في قضية الأسرى.
لكن حماس، بحسب الصحيفة العبرية، حصلت إلى جانب ذلك على فرصة الحفاظ على قوتها كقوة سياسية وعسكرية في قطاع غزة.
وأضافت في تحليلها: "ستُجبر حماس على التخلي عن قبضتها الرسمية على السلطة في مرحلة ما، لكن جميع المؤشرات تؤكد أنها ستبقى خلف الكواليس وأمام أعينهم كقوة مهيمنة وشعبية على الأرض وفي الحكومة المدنية الفلسطينية التي سيعاد تشكيلها في غزة، ولتمكين الحركة حينئذ من امتلاك الأسلحة اللازمة لشن حرب عصابات وتمويلها".
وخلصت الصحيفة إلى أنه إذا ساد وضع تسيطر فيه حماس على مساحة واسعة من قطاع غزة، يصبح لإسرائيل الحق في العودة إلى التعامل مع المشكلة بمفردها، ويتعين على الجيش الإسرائيلي حينها احتلال منطقة كبيرة من القطاع، وإقامة حكومة عسكرية إسرائيلية فيها، أو إيجاد عناصر فلسطينية توافق على إقامة حكومة مدنية في قطاع غزة، لا تخضع لتأثير حماس ولا تُدار من وراء الكواليس.