أشعل هجوم شنه عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، جو ويلسون، على الرئيس التونسي، قيس سعيّد، بعد أن وصفه بـ"الطاغية"، غضبًا شعبيًّا واسعًا في تونس، تسبب بإصدار بيانات شجب من أحزاب ومنظمات عدة.
وأعربت أحزاب ومنظمات تونسية عن رفضها القاطع للتدخل في الشأن الداخلي للبلاد، على خلفية تهجّم ويلسون الذي وصف الرئيس قيس سعيد بـ"الطاغية" وتوعد البلاد بمصير سوريا.
وجاء في بيان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، اليوم الأربعاء، أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، المعروف بعدائه، نشر عبر حسابه بمنصة "إكس" تدوينة أشار فيها إلى المسيرة التي نظمها الاتحاد يوم الـ21 من أغسطس الجاري، كمنطلق لـ"تهديد السلطة الحاكمة في تونس"، وفق قوله.
وفي التغريدة، وصف السيناتور الأمريكي جو ويلسون، الرئيس التونسي قيس سعيد بـ "الطاغية"، مشيرًا إلى أن "الاقتصاد في تونس في حالة كارثية، كما أن الفساد أصبح متفشيًا"، مضيفًا أن "الحريات أصبحت معدومة"، على حد تعبيره.
وأردرف ويلسون "أصبحت تونس أضحوكة الشرق الأوسط. لن ينقذكم بوتين وإيران من شعبكم - لا تنسوا ما حدث للأسد!، وفق قوله.
وتغريدة السيناتور جاءت عقب الاحتجاجات التي نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل ضد سياسات سعيد، وتهدف إلى التعبير عن المطالب الاقتصادية والاجتماعية للعمال والمواطنين.
وأكد اتحاد الشغل في بيانه أن "الشعب التونسي يتمتع بقدر كبير من الوطنية والوعي ولن يكون أداة في يد قوى الاستعمار الجديد لإعادة تقسيم العالم أو لتركيع الشعوب ونهب مقدراتها وتنصيب الأنظمة الموالية لها".
كما استنكر ما اعتبره "صمت السلطة" إزاء هذه التهديدات، وطالب بالتعبير عن موقف واضح وصريح يدين هذه التدخلات ويضع حدًّا لمحاولات الوصاية الأجنبية على تونس وفق نص البيان.
بدورهما، أدان حزبا التيار الشعبي والوطنيين الديمقراطيين الموحد تصريح السيناتور الأمريكي واعتبراها "تدخلًا في شؤون تونس الداخلية".
وقال التيار الشعبي في بيان له "إن سيادة تونس واستقلالها وحرية شعبها أمر مقدس ولن يتم السماح بتكرار سيناريو فرض ديمقراطية الإبادة والتقسيم لحلف الناتو وعملائه في تونس مهما كلّف الأمر من تضحيات".
أمّا حزبُ الوطنيين الديمقراطيين الموحد، فقد ندّد في بيانه بالتعليق الأمريكي الذي توعد تونس بمصير سوريا، قائلًا إنه "يمثل تدخلًا سافرًا في سيـادة تونس"، معتبرًا أن "هذا الموقف يندرج ضمن ما تمارسه الدوائر الإمبريالية الغربية سواء بصورة مباشرة أو عن طريق عملائها من استهداف لتونس منذ مسار الـ25 من يوليو"، حسب نص البيان.
والسيناتور ويلسون ليس غريبًا عنه الحديث عن تونس في مجلس الشيوخ الأمريكي، وسبق له انتقاد سياسات الحكومة بعد الـ25 من يوليو 2021، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
ويلفت متابعون إلى أن مواقفه غالبا ما تفتقر إلى التوازن وتنتقد جهة دون أخرى؛ ما يثير علامات استفهام حول المعايير التي يعتمدها عند التعليق على القضايا العربية.