logo
العالم العربي

بعد مباحثات سعيّد والمنفي.. هل تلعب تونس دورًا محوريًا في الأزمة الليبية؟

بعد مباحثات سعيّد والمنفي.. هل تلعب تونس دورًا محوريًا في الأزمة الليبية؟
قيس سعيد ومحمد المنفيالمصدر: المجلس الرئاسي الليبي
21 أغسطس 2025، 6:16 م

أثارت الزيارة التي أداها رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إلى تونس ولقاؤه بالرئيس قيس سعيّد، تساؤلات حول إمكانية استعادة تونس لدورها في مسار تسوية الأزمة الليبية، لا سيما في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة.

وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي أن "الرئيس قيس سعيّد عبّر خلال استقباله المنفي، عن دعمه الكامل لجهود المجلس الرئاسي الهادفة إلى إنجاح العملية السياسية في ليبيا، وتحقيق تسوية شاملة تلبي تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والوحدة الوطنية".

ترتيبات إقليمية جديدة

وفي تعليقه على الزيارة، اعتبر المحلل السياسي التونسي، هشام الحاجي، أن "زيارة رئيس المجلس الرئاسي إلى تونس أثارت تساؤلات جدية بشأن أهدافها، خصوصًا أنها تأتي في سياق إقليمي يشهد تحركات وترتيبات جديدة في الملف الليبي والمنطقة ككل".

وقال الحاجي في تصريح لـ"إرم نيوز": "من حيث المبدأ، مثل هذه الزيارات بين دول الجوار تُعدّ طبيعية بل مطلوبة، خاصة أن محمد المنفي يحتفظ بعلاقات طيبة مع الرئيس قيس سعيّد، وسبق أن ساهم الطرفان إلى جانب الجزائر في محاولة إرساء محور ثلاثي يضم تونس وطرابلس والجزائر".

وأوضح الحاجي أن "الزيارة تتصل – في تقديري – بالتحركات الأخيرة حول الملف الليبي، ومن أبرزها زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي مسعود بولس إلى المنطقة، واللقاء الثلاثي الذي احتضنته تركيا وجمع الرئيس رجب طيب أردوغان برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إلى جانب التقارب بين الجزائر وإيطاليا، والتوتر المتصاعد بين فرنسا والجزائر".

وتابع الحاجي: "كل هذه المعطيات تشير إلى ترتيبات جديدة قيد التبلور، كما توحي بأن إدارة ترامب تسعى لإعادة التموضع في المنطقة وإبراز دورها من جديد".

غير أن الحاجي رأى أن "استعادة تونس لدورها السابق في ليبيا يبقى مستبعدًا في الوقت الراهن، نظرًا لأنها فقدت الكثير من أوراقها الاقتصادية والثقافية والسياسية التي كانت تُمكّنها من التأثير في الداخل الليبي".

وأردف: "في هذا السياق، لا أتوقع أن يتجاوز دور تونس في المرحلة الحالية إعلان مبادئ ذات قيمة أخلاقية، لكنها تظل محدودة الأثر في الواقع الليبي المعقد".

علاقات استراتيجية وتنسيق أمني

في المقابل، أكد الدبلوماسي الليبي السابق، عثمان البدري، على متانة العلاقات بين ليبيا وتونس، واصفًا إياها بـ"العلاقات الممتدة عبر الزمن، والتي استمرت حتى في أحلك الأزمات التي مرّت بها الدولتان".

وقال البدري لـ"إرم نيوز": إن "هناك بُعد استراتيجي واضح في العلاقة بين الطرفين، سواء من الناحية الاقتصادية أم الأمنية، ومن الضروري الحفاظ على علاقات متزنة تراعي تلك المصالح، وهو ما تنتهجه تونس بشكل واضح".

وأضاف: "استقرار ليبيا ينعكس بشكل مباشر على تونس، سواء في ما يتعلق بالأمن أم الاقتصاد، وبالتالي فإن تونس تُدرك أهمية الاستقرار الليبي وتسعى إليه من منطلقات استراتيجية".

أخبار ذات علاقة

قيس سعيد ومحمد المنفي

سعيد يلتقي المنفي.. دعم العملية السياسية في ليبيا وتضامن مع غزة

وأشار البدري إلى أن "السياسة التونسية تميزت بالاتزان والانفتاح على مختلف الأطراف الليبية، دون انحياز"، مضيفًا: "أعتقد أن تونس ستسعى في المرحلة المقبلة للعب دور إيجابي في دعم جهود الاستقرار في ليبيا، بالتوازي مع التحركات الداخلية التي يقودها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC