الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم العربي

"الميليشيات" على الطاولة.. هل تبرم طهران "الصفقة الحاسمة" مع ترامب؟

إيران و واشنطنالمصدر: رويترز

أكد خبراء في العلاقات الدولية أن إيران تتعامل مع حزب الله وأذرعها في اليمن والعراق كورقة تفاوضية في أي حوار محتمل مع الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن طهران تسعى من خلال هذه الأوراق إلى تحقيق مكاسب إستراتيجية، أبرزها رفع العقوبات الاقتصادية عنها والإفراج عن أموالها المجمدة في الخارج.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك "بروفة" مصغرة لذلك قامت بها طهران مع واشنطن في أكثر من مشهد، وصلت إلى حد التعاون من جانب إيران مع الولايات المتحدة، وهو ما جاء في اتهامات حادّة من قبل زعماء ميليشيات في العراق إلى طهران، تتحدث عن وجود تعاون من داخل إيران مع واشنطن بتحديد مواقع قادة للميليشيات في لبنان واليمن وهو ما أدى إلى اغتيال القائد السابق لميليشيات حزب الله حسن نصر الله، وتصفية عدد كبير من قادة الحوثيين ووزراء حكومتهم.

وأشاروا إلى أن حزب الله والأذرع ورقة مقايضة من قبل إيران في أي مفاوضات مع الغرب، وهو ما جاء في أكثر من عرض خلال اجتماع مع الأوروبيين، بـ"تلغيم" الأذرع والميليشيات والتضحية بها، مقابل رفع العقوبات عن طهران وفك تجميد أرصدتها.   

أخبار ذات علاقة

البرلماني الإيراني سالار ولايتمدار

نائب إيراني: طهران لم تُبد حماسا للتجاوب مع الرسائل الأمريكية

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية  الإيراني عباس عراقجي، إن بلاده لن تدخل في أي مفاوضات تتعلق بالملفات الصاروخية أو الإقليمية، مؤكدًا أن أي حوار مستقبلي مع الولايات المتحدة أو الأطراف الغربية سيقتصر على القضايا النووية.

وأوضح  عراقجي عقب اجتماع للحكومة الإيرانية، أن الجانب الأمريكي حاول مرارًا إدراج الملفات الصاروخية والإقليمية ضمن مسار التفاوض، لكن الموقف الإيراني ظل ثابتًا في رفض أي نقاش خارج الإطار النووي الذي حدد في الاتفاق الأصلي.

ويقول الباحث في الشأن الإيراني، الدكتور محمد المذحجي، إنّ بطبيعة الحال، ملف الميليشيات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، يُعدّ جزءًا أساسيًّا من أي مفاوضات أمريكية إيرانية محتملة، إذ إنّ طهران تتعاون فعليًّا مع واشنطن في هذا الملف.

ودلل المذحجي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، على ذلك بالقول قد شهدنا مؤخرًا كيف وُجّهت اتهامات حادّة من قبل زعماء ميليشيات في العراق إلى طهران، تتحدث عن وجود تعاون من داخل إيران لاستهداف القائد السابق لحزب الله حسن نصر الله، وكذلك في الاستهداف الأخير باليمن، حيث جرى تصفية عدد كبير من قادة الحوثيين ووزراء حكومتهم في قصف على صنعاء، وقد وُجّهت اتهامات مماثلة لطهران بأنّ هناك تعاونًا داخليًّا منها مع الولايات المتحدة لتحديد مواقع هؤلاء في اليمن واستهدافهم.

أخبار ذات علاقة

مليشيات الحشد الشعبي في العراق

سلاح الميليشيات وظلال إيران.. واشنطن تمارس "الضغط الهادئ" عشية انتخابات العراق

وبين المذحجي أن ملف تعاون إيران مع الولايات المتحدة يشمل عدة جوانب تتعلق بالميليشيات في المنطقة، وأنّ طهران مضطرة لهذا التعاون لأسباب متعددة، أبرزها الملف الاقتصادي، حيث تسعى للوصول إلى صفقة معينة مع واشنطن تحفظ ماء وجهها مقابل رفع العقوبات عنها.

وأشار المذحجي إلى أن كل ما تريده إيران في هذه المرحلة هو ألّا يتم تصوير أي توافق محتمل بينها وبين الولايات المتحدة على أنه استسلام لشروطها، بل تسعى لأن يبدو الأمر اتفاقًا متوازنًا، أملاً منها في أن يؤدي ذلك إلى رفع العقوبات وتحقيق انفراجة اقتصادية تساعدها على احتواء التدهور الداخلي، فيما تبقى باقي الملفات مطروحة للمقايضة.

كما ترغب إيران بحسب المذحجي في أن تعترف الولايات المتحدة بحقها في تخصيب اليورانيوم، مع مراعاة الشروط الأمريكية التي تفرض رقابة مشددة على منشآتها النووية السرية، لكن حتى الآن، لا تزال واشنطن تصرّ على الإلغاء الكامل لعمليات التخصيب داخل الأراضي الإيرانية.

وبدوره، يرى الباحث في مركز ستاندرد للدراسات والأبحاث، الدكتور فرهاد دزه يي ، أن حزب الله والأذرع ورقة ضغط من قبل إيران في أي مفاوضات، تقايض بها وستستمر في ذلك كما جرى في أكثر من اجتماع مع الأوروبيين، بأن تضع "تلغيم" الأذرع والميليشيات والتضحية بها مقابل رفع العقوبات عنها وفك تجميد أرصدتها.

وأضاف دزه يي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الإيرانيين سيضحون بالميليشيات ومن بينها حزب الله، أذا رأت طهران أن مصلحتها تقتضي ذلك، مستبعدًا قبول الولايات المتحدة والغرب بهذا النوع من المقايضة، وستظل إيران متمسكة بتصدير ملف الميليشيات الذي يضم حزب الله وفصائل الحشد والحوثيين في أي حوار أو تفاوض مع الغرب. 

أخبار ذات علاقة

إحدى مناطق نفوذ حزب الله جنوب لبنان بعد غارات إسرائيلية

استنزاف داخلي وقلق صامت.. كيف يواجه حزب الله فتور القواعد وضغوط الخارج؟

وأوضح دزه يي أن حزب الله من أهم ميليشيات إيران وكان ذراعها الطولى قبل أن يفقد 50% من قوته إثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة وما يتوالى حتى الآن من ضربات على مواقعه ومعسكراته  وفي النهاية لا تحميه طهران أو تدعمه ولكنها تأمره بعدم تسليم السلاح حتى ترى ما يناسبها في المفاوضات.

وأفاد بأن المفاوضات بين واشنطن وطهران حاليًّا غير مباشرة وفي حال تحولها إلى مباشرة، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل سيكون لهما شروط قاسية على إيران وحزب الله فيما يتعلق بنزع سلاح الأخير، عن طريق إنهاء فرق وتسليم سلاحها وفي الصدارة قوة الرضوان التي يعتبر قوامها أكبر من الجيش اللبناني 3 أضعاف، بالإضافة إلى تفكيك بنك "القرض الحسن" ، لذلك إيران لن تتخلى عن سلاح حزب الله إلّا بصفقة تتعلق برفع العقوبات وحل مباشر يخص الأموال المجمدة.

وتابع دزه يي أن ما تعمل عليه إيران يجعل حزب الله يحاول تارة إبداء الاستعداد بتسليم السلاح ومرة أخرى يرفض، وهذا في إطار منهج المماطلة بأوراق وتعليمات قادمة من طهران، وببساطة ذلك هو منهج إيران وما تتعامل به ايران بعد حرب الـ12 يومًا والحديث حول المماطلات فيما يتعلق بالبرنامج النووي والصاروخي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC