الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تسعى الحكومة اللبنانية، من خلال الانتقال إلى التفاوض المباشر مع إسرائيل، إلى كسب ود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودفعها للضغط على تل أبيب لوقف تهديداتها بشن عملية عسكرية واسعة لنزع سلاح حزب الله.
ومع تعيين لبنان سفيرها السابق في الولايات المتحدة سيمون كرم على رأس وفدها المشارك في اجتماعات "الميكانيزم" بصفة عنصر مدني، يستهدف التأثير على وقف إسرائيل غاراتها على جنوبي لبنان، حتى يكون التحرك في خطوات متقدمة نحو التفاوض المباشر مع تل أبيب، بعد الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة بالتوازي مع السير في عملية نزع سلاح "حزب الله" في جنوب الليطاني.
ويقول مصدر حكومي لبناني، إن تعيين سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة كمدني على رأس الوفد اللبناني في "الميكانيزم" رسالة إلى واشنطن بأن لبنان على استعداد للدخول في تفاوض مباشر مع إسرائيل، وأن يكون هناك نتيجة لتطوير شكل ومستوى التمثيل، بالانسحاب من النقاط الخمس ووقف الاعتداءات على لبنان، حتى يكون هناك تحرك إلى تفاوض مباشر بأغلبية توافقية في الداخل.
وأوضح المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، يريدون تطوير مستوى المشاركة في اللجنة عبر كرم مع التأكيد على أن القرار القائم في لبنان للدولة والمؤسسات فقط، لكن ذلك يتطلب من جهة أخرى، أن يكون هناك ضغط من واشنطن على إسرائيل بمنع الغارات والانسحاب من النقاط الخمس في وقت يشهد تطورات مهمة في حصر الجيش اللبناني للسلاح في جنوب الليطاني.
واستكمل المصدر أن السلطة في بيروت تقدم رسائل سريعة على أرض الواقع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن لبنان يبذل كل ما في وسعه للتوصل إلى حل يبعد أي نزاع أو حرب، وأن هناك استعدادا تاما لحل الملفات العالقة كافة بالتفاوض مع إسرائيل، لكن هناك ضرورة بانسحاب إسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة في جنوب لبنان، قبل التحرك إلى التفاوض المباشر.
وكان قد أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون مؤخرا، تكليف السفير السابق سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات ما يعرف بلجنة "الميكانيزم" المقرر في بلدة الناقورة جنوبي البلاد.
وهذه هي المرة الأولى التي يشارك بها لبناني مدني في هذه اللجنة المعنية بالتنسيق الثلاثي بين الجيش اللبناني، وقوات حفظ السلام الأممية "اليونيفيل"، والجيش الإسرائيلي، وهي سابقة للبلد العربي الذي عادة ما يشارك في هذه المفاوضات بوفد عسكري.
ويقول السياسي اللبناني والمنسق العام لحزب "النجادة" عدنان الحكيم، إن الوفد اللبناني المشارك في "الميكانيزم" كان دائما مكونا من شخصيات عسكرية ولكن المفاوضات التي أجريت مع الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة والتي كان طرفها المبعوث توم باراك أو السفير الأمريكي الجديد ميشال عيسى، أوجدت ضرورة فتح باب أوسع للدبلوماسية لذلك تم تعيين سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة سيمون كرم، لرئاسة الوفد اللبناني بالخماسية المكونة من عسكريين في الأساس، في ظل ما يمتلكه من دبلوماسية وديناميكية وتفهم عال للتعامل مع السياسة الرسمية والتفاوضية الأمريكية.
وبحسب حديث الحكيم لـ"إرم نيوز"، فإن السفير كرم يعمل على رسم الخطوات التي تريد تنفيذها الدولة اللبنانية بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع تل أبيب، ومن الجائز أن يكون تطعيم اللجنة بشخصية مدنية، باب أو تمهيد للتفاوض المباشر، في حال إنجاز تحركات تتعلق بانسحاب الإسرائيليين من النقاط الخمس المحتلة.
ولفت الحكيم إلى أن اتخاذ قرار بالتفاوض المباشر له ترتيبات عدة في الداخل بين الرؤساء الثلاثة والمكونات اللبنانية وبالطبع يتطلب موافقة مجلس النواب.
ويرى الحكيم أن هناك أملا في أن يكون هذا المستجد بضم شخصية مدنية للجنة الميكانيزم بارقة خير في ظل التهديدات بعدوان إسرائيلي على لبنان وأن يكون لذلك أثر في وقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في الداخل.
واستكمل الحكيم، أن هناك تطورات تقوي نواحي التهدئة، حيث إنه بجانب ضم شخصية مدنية لبنانية للميكانيزم، يأتي ما يقوم به الجيش اللبناني من استلام مراكز ومقرات ومستودعات بالجنوب لحزب الله والسيطرة على أنفاق تابعة للتنظيم وأصبح مسؤولا عنها هناك، وهو ما يظهر قرب نهاية نزع السلاح في جنوب الليطاني، وبات على إسرائيل من جهة أخرى عدم التجول في السماء اللبنانية بالمسيرات ومنع توغل جنود المشاة من الحدود.
فيما أوضحت المتخصصة في العلاقات اللبنانية العربية والدولية، ثريا شاهين، أن خطوة بلادها في ضم شخصية مدنية إلى الميكانيزم، تعني استجابة للرغبة الأمريكية بأن يكون هناك تطور في عمل اللجنة، لافتة إلى أن التطعيم بأشخاص مدنيين يعزز التفاوض ولكنه يظل غير مباشر في ظل وجود أطراف أخرى وهم الجانب الأمريكي والفرنسي والأمم المتحدة كوسطاء يتولون نقل الرسائل بين بيروت وتل أبيب.
وأضافت شاهين في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه الخطوة قد تمهد لتحولات لاحقة مستقبلية بخوض المفاوضات، في وقت طالب رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون مؤخرا، عبر تفاوض غير مباشر مع إسرائيل.
وأشارت شاهين إلى أن لبنان في الأساس ليس لديه موقف معارض للتفاوض على المستوى المدني، وهو موقف اتخذه بإطار دقيق للغاية، نتيجة مفاوضات داخلية بين كافة الفرقاء في السلطة، حيث حظي الأمر بموافقة الرؤساء الثلاث، سواء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، وما يمثلونهم في التركيبة اللبنانية.
