مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء
تشهد إسرائيل سيطرة متعاظمة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على كل مفاصل المشهد السياسي، بحجة مواجهة ما يسميه الدولة العميقة، في ظل سيطرة التيارات اليمينية المتطرفة وضعف المعارضة.
ويثير ذلك الحديث عن احتمالات حدوث تطورات إقليمية أكثر خطورة من الواقع الحالي، دون استبعاد الوصول إلى "السيناريو النووي".
ويرى النائب العربي السابق في الكنيست جمال زحالقة أن نتنياهو سينجح في تجاوز أزمته السياسية، وفشله في اللقاء الأخير بالبيت الأبيض، لعدم وجود منافس قادر على مواجهته حتى الآن.
وقال زحالقة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن نتنياهو يركز على "وهم صراعه مع الدولة العميقة" على طريقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لأن هذا يحافظ على شعبيته ويحمي حكومته في أزماتها المختلفة.
وأشار إلى سلسلة أزمات منها التحقيقات المتوالية والمحاكمات، وخلافات نتنياهو مع رئيس الشاباك والمستشارة القانونية، وقبل ذلك مع رئيس الأركان السابق والقضاء ووزير الدفاع السابق يوآڤ غالانت، وفشله في أحداث 7 أكتوبر، والتوقعات بحدوث أزمة جديدة مع رئيس الموساد.
وأكد زحالقة: "لا تبدو هناك معارضة حقيقية في إسرائيل. والهاجس الأمني والحروب في غزة وسوريا ولبنان الأعلى صوتا. وحتى اختلاق الأزمات مع مصر والحديث عن احتمال الدخول في حرب، والمواجهة مع تركيا في سوريا والأزمة مع إيران، كل هذا لإشاعة الرعب بين الإسرائيليين حتى يكونوا تحت سيطرة نتنياهو".
وأشار إلى أن نتنياهو يسيطر الآن حتى على مفاصل الدولة العميقة التي يقول إنها تواجهه دائما وتريد إسقاطه، معتبرا أن هذا ينسجم مع تحويل إسرائيل نحو الفاشية ومزيد من التوجهات العدوانية، وتغييرات في مفهوم الأمن الإسرائيلي عموما.
وحذر من أن الخطورة الأكبر هي أن هذه الأجواء تمهد لوصول شخص أكثر اختلالا من نتنياهو نفسه، بعد السيطرة على كل مفاصل الحكم، وأن يذهب هذا الشخص حتى إلى الضغط على الزر النووي في ظل دولة عدوانية متعاظمة القوة، وفق وصفه.
وشدد زحالقة على أن الدول العربية عليها أن تقود حملة دولية لنزع السلاح النووي في المنطقة وفي مقدمتها إسرائيل؛ لأنها في اتجاه متزايد نحو اليمين الأكثر تطرفا.
كما حذر النائب العربي السابق في الكنيست من خطة ترامب ونتنياهو لتهجير أهل غزة، مؤكدا "لا يكتفي نتنياهو وفريقه بالأرقام الصغيرة.. ويريدون أرقاما أكبر لتفريغ القطاع سريعا".
من ناحيته يقول رئيس قسم اللغة العبرية في جامعة الزقازيق المصرية الدكتور أشرف الشرقاوي إن فكرة المواجهة بين الدولة العميقة في إسرائيل ورؤساء الوزراء معتادة، ولكنها فكرة بلورها اليمين أكثر وأكثر للتعامل مع أي معارضة وتبناها نتنياهو بشكل كبير.
وقال الشرقاوي لـ "إرم نيوز" إن السبب الرئيس في ذلك هو أن اليمين نفسه كان طوال الأربعين عاما الأولى من نشأة إسرائيل، وربما لفترة طويلة بعد ذلك، هو الدولة العميقة.
وأضاف أن في أعقاب انتخاب بنيامين نتنياهو للمرة الأولى رئيسا لوزراء إسرائيل، جاء إيمان نتنياهو بالدولة العميقة وتأثيرها، فقد كان هو نفسه نتاج الدولة العميقة اليمينية في وقت من الأوقات، وفق قوله.
وتابع بالقول إن فكرة الدولة العميقة تطورت لدى نتنياهو واكتسبت نوعا من "جنون الارتياب" (البارانويا)، وأن كل نشاط معارض، في رأي نتنياهو، هو نابع من الدولة العميقة، ومن ذلك احتجاجات أسر الرهائن الإسرائيليين، ومظاهرات اليسار ضد التعديلات القضائية.
وذكر الشرقاوي أن هناك اتهامات لوزارة الخارجية الإسرائيلية، التي يقودها صديق نتنياهو جدعون ساعر، بأنها من الدولة العميقة، بل إن نتنياهو يعتقد أن كل الإسرائيليين غير اليمينيين شركاء للدولة العميقة ويجب طردهم حتى يستقر له الحكم.
