حذّرت بلدية غزة من انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية المقدمة للسكان، لا سيما خدمات المياه والصرف الصحي وإزالة النفايات، وذلك بفعل انقطاع الإمدادات وتدمير البنية التحتية الحيوية.
وقال المتحدث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، إن "التحديات الحالية تتمثل في الدمار الكبير في البنية التحتية، وتعطّل محطات التحلية وبعض الآبار، والقصف الذي يطال كافة أنحاء المدينة والذي أثّر في عملية تقديم الخدمات الأساسية التي تقدمها البلدية".
وأضاف: "إلى جانب ذلك، فإن خروج آليات البلدية الثقيلة عن العمل بسبب عدم توفر الوقود اللازم وقلة مواد قطع الغيار أعاق عمليات إزالة الركام وفتح الطرق الحيوية في الأحياء المدمرة".
وأشار إلى تكدّس النفايات في أحياء المدينة، التي وصلت إلى ما يزيد على ربع مليون طن، مضيفًا أنها "تشكّل تهديدًا لصحة المواطنين وتزيد من احتمال انتشار الأوبئة والأمراض، في ظل تغيّب المقومات الأساسية للرعاية الصحية وانهيار المنظومة الصحية بسبب الحرب".
وقال: "رغم نزوح عدد من العاملين والموظفين في البلدية، إلا أن الطواقم الميدانية منهكة جدًا وتعمل في ظروف صعبة وخطيرة، وتعاني من النزوح والجوع والقتل، ويعملون دون رواتب أو إجازات".
وتابع: "لدينا خطة للطوارئ، ولكنها تعتمد على توفر الإمكانيات وبقاء ما تبقى من المرافق الحيوية، لذلك سنستمر في تقديم الخدمات حتى اللحظة الأخيرة بالرغم من الخطورة والأوضاع الصعبة".
وأكد أن "البلدية تحاول الاستمرار بتقديم خدماتها مستعينة بالآبار المحلية وإصلاح بعض الأعطال، إلا أن المياه تصل للمواطنين ضعيفة وشحيحة، والظروف لا تزال صعبة وتحمل الكثير من العوائق".
وأشار إلى أنه "بالرغم من محاولات التنسيق مع المؤسسات الدولية لتأمين الاحتياجات اللازمة لعمليات الطوارئ، وكميات وقود طارئة لتشغيل الحد الأدنى من مرافق البلدية، إلا أن الاستجابة حتى اللحظة لا ترقى إلى مستوى الاحتياج الكارثي الذي تعانيه المدينة، والتدخلات محدودة جدًا، خاصة مع ازدياد الطلب على المياه، والتي تعد خدمة أساسية".
وناشد النبيه الجهات الدولية والإنسانية بالتدخل العاجل لتوفير الدعم اللازم، مضيفًا: "الانهيار الكامل يعد الآن مسألة وقت".