قالت هيئة البث العبرية إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان الذي يصادف ذكراه الأولى في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لم يُفلح بعد في تحقيق تسوية شاملة بين البلدين، بل يبدو اليوم أنه يسير في الاتجاه المعاكس.
والسبب الرئيس بحسب الهيئة، "يكمن في أن نموذج لبنان 2025 يتحدث بطريقة مختلفة، ويُدرك أن ميليشيا حزب الله، المُسلّح من رأسه إلى أخمص قدميه، قد تحوّل من رصيد إلى عبء، لكنه يجد صعوبة في ترجمة هذه التصريحات على أرض الواقع"، وفق تعبيرها.
وأضافت: "في الأشهر الأخيرة، وبعد نزاع مرير بين القيادة اللبنانية الجديدة وحزب الله المنهك والمتضرر، وضعت الحكومة خطة لنزع سلاح حزب الله عسكريًا تحت ضغوط خارجية كبيرة".
وبينت أن "فعالية الحزب على الأرض محدودة، إذ يرفض نزع سلاحه، سواء في الخارج أم خلف الكواليس، ويواصل جهوده في إعادة الإعمار".
وأضافت: "النتيجة هي أن اتفاق وقف إطلاق النار يبدو أكثر هشاشة من أي وقت مضى، مع تزايد حاد في وتيرة الهجمات الإسرائيلية في محاولة لمنع حزب الله من إعادة الإعمار".
وتابعت: "لم يعد حزب الله، نموذج 2025، التنظيم نفسه الذي كان عليه في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، لا سيما بعد كل الضربات التي تلقاها من إسرائيل خلال الحرب. وهذا ينطبق على قيادته دون نصر الله، وعلى وسائله أيضًا. ومع ذلك، يبقى حزب الله أقوى تنظيم مسلح في الساحة اللبنانية - نعم، بل أقوى من الجيش اللبناني الذي يُفترض أن ينزع سلاحه" وفق تقديرها.
وأشار التقرير العبري إلى أن هذه هي المشكلة على وجه التحديد حتى لو أراد الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام ذلك، فإنهما لا يستطيعان حقًا نزع سلاح حزب الله من خلال الجيش، الذي لا يريد مواجهة الميليشيا.
والسبب وفق الهيئة، هو أن هذا قد يؤدي إلى جولة أخرى من الحرب الأهلية، وهي الكابوس الأكبر لكل لبناني، فقبل بضعة أسابيع فقط، أقدم حزب الله على استفزاز عندما أضاء، رغم حظر رئيس الوزراء، صخرة شهيرة في بيروت بصور نصر الله وخليفته في الذكرى السنوية الأولى لاغتيالهما.
ولفتت إلى أن "ثمة أصواتا كثيرة في لبنان تُطالب بتفكيك حزب الله، ربما حتى من قِبل إسرائيل. لكن قاعدة دعم حزب الله الشيعية لم تتبدد، ويواجه نعيم قاسم تحدياتٍ كبيرة، سواء من حيث تهريب الأموال أو الأسلحة، التي لم تعد تتدفق كما كانت في السابق، لكنها لا تزال تتدفق" وفق قولها.
واعتبرت هيئة البث العبرية أنه إلى "جانب التحديات، فإن خطة حزب الله واضحة تمامًا في الوقت الراهن: نصب فخ للدولة اللبنانية، والجلوس بهدوء في مواجهة الهجمات الإسرائيلية وإلقاء المسؤولية على الدولة ومحاولة إعادة تأهيل نفسه تحت الرادار، وفوق كل شيء، إظهار أن الجيش اللبناني والدولة اللبنانية غير قادرين على التعامل مع إسرائيل، وبالتالي يحتاجان إليه".
وختمت تقريرها أنه "بالنسبة لنعيم قاسم وحزب الله، هذه ليست سوى معركة من أجل بقاء المنظمة ومستقبلها، ولذلك فهو لا ينوي التردد في هذا الشأن. السؤال الأهم هو ما الذي تنوي إسرائيل فعله في هذا الوضع، حيث لا ينوي حزب الله إلقاء سلاحه، والدولة اللبنانية غير قادرة فعليًا على إجباره على إلقاء سلاحه".