أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية، اليوم، حسم ما تبقى من المحطات الانتخابية بعد استكمال عدها وفرزها يدويًا، مؤكدة أن النتائج جاءت “مطابقة بنسبة 100%” مع العدّ الإلكتروني المعتمد في يوم الاقتراع.
وقالت المفوضية، في بيان، إن "الفرق الفنية انتهت من مطابقة جميع المحطات التي سبق التوقف عندها، إذ لم تظهر النتائج النهائية لهذه المحطات أي فارق في الأصوات، ما يؤكد سلامة الإجراءات ونزاهة العملية".
وأشارت إلى أنها باشرت باحتساب المقاعد النيابية، بما في ذلك مقاعد كوتا النساء والأقليات، بالتزامن مع قيام مكاتب المحافظات الانتخابية بتزويد التحالفات والأحزاب والمرشحين بشرائط النتائج التفصيلية.
وأضافت أن إعلان النتائج النهائية “سيكون اليوم أو غداً بعد استكمال الإجراءات الرسمية”، مشيرة إلى أن باب الطعون سيُفتح لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من اليوم التالي لنشر النتائج النهائية بقرار من مجلس المفوضين.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من انتهاء التصويت العام والخاص في الانتخابات البرلمانية العراقية، وهي السادسة منذ عام 2003، التي أُجريت وسط إجراءات أمنية مشددة ومراقبة دولية ومحلية واسعة.
وشهدت العملية الانتخابية جدلاً مبكراً حول نسب المشاركة، بعدما أعلنت المفوضية وصولها إلى أكثر من 56%، في مقابل تقديرات بحثية تشير إلى أن المشاركة الفعلية كانت أقل من ذلك، خصوصاً في بعض المحافظات التي سجّلت عزوفاً لافتاً.
وجرت الانتخابات في بيئة سياسية مرتبكة، مع غياب التيار الصدري للمرة الأولى عن السباق، وتوسع المنافسة بين قوى الإطار التنسيقي، وتحالف “الإعمار والتنمية” بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وتحالفات سنية كـ“تقدم”، إضافة إلى التنافس الكردي الداخلي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني.
وشهد يوم الاقتراع تقديم عشرات الشكاوى لدى المفوضية، إلا أن الأخيرة أكدت أن معظمها لا يؤثر في مجمل النتائج، فيما أكدت أطراف سياسية قبولها المبدئي بسير العملية مع التحفّظ على بعض الإجراءات اللوجستية والفنية.
ومع اقتراب إعلان النتائج النهائية، تتجه الأنظار إلى مرحلة الطعون ومن ثم مفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر، وسط توقعات بمشاورات معقدة بين القوى الشيعية والسنية والكردية، وإعادة رسم خريطة التحالفات داخل البرلمان المقبل.
