logo
العالم العربي

يقودها من الخارج.. انتقادات لمبادرة المشيشي لتوحيد المعارضة التونسية

رئيس الحكومة التونسية الأسبق هشام المشيشيالمصدر: الإعلام التونسي

أثارت تصريحات لرئيس الحكومة التونسية الأسبق، هشام المشيشي، المقيم في فرنسا، أعلن فيها عن مساعٍ لإطلاق مبادرة سياسية جديدة تهدف إلى توحيد المعارضة جدلاً داخل البلاد.

وجاءت تصريحات المشيشي، عقب اجتماع عقده في فرنسا مع قيادات من المعارضة التونسية، في خطوة أثارت انتقادات لهؤلاء خاصّة في ظلّ تواجدهم خارج البلاد.

أخبار ذات علاقة

رئيس الحكومة التونسية السابق، هشام المشيشي

تونس.. المشيشي يعود إلى الواجهة بتصريحات مثيرة للجدل

أحزاب فارغة

وخلال الأيام الماضية، تظاهر الآلاف من أنصار الرئيس، قيس سعيّد، في العاصمة، تونس، رفضاً للتدخلات الأجنبية في شؤون البلاد، واتهموا المعارضة بالسعي إلى زعزعة استقرار البلاد من خلال تحركاتها.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي التونسي صهيب المزريقي: "أعتقد أن هذه التحركات التي تقودها أطراف متواجدة بالخارج أو حتى معارضة بالداخل فقدت مشروعيتها الأخلاقية لدى الشعب التونسي، وصارت غير قادرة على تعبئة الشارع أو إقناع المواطن ببرنامج سياسي أو غيره خاصة وأن الشعب التونسي قد جربهم سياسيا باختلاف مشاربهم الفكرية وخبر عجزهم عن تسيير دواليب الدولة أو تفكيك شعارات الثورة في الشغل والحرية والكرامة الوطنية".

وتابع المزريقي، في تصريح خاصّ لـ "إرم نيوز"، "هذا ما يجعل الشعب التونسي غير آبه بهم ولا بمبادراتهم، أما على المستوى السياسي الحزبي فهدف التجميع وتوحيد الأحزاب السياسية المعارضة في تقديري أيضا أنه لن تنجح فعليا، لأنه من الناحية العملية هذه الأحزاب متنافرة من ناحية ما هو فكري وأيديولوجي وأيضا الصراعات الحزبية من ناحية قيادة المعارضة وتضخم الأنا التاريخية التي ستفضي إلى  تكتل أحزاب ضد أخرى". 

وشدد على أنّ "أكثر من هذا، فالأحزاب السياسية اليوم صارت فارغة بلا قواعد وهياكل بل هناك أحزاب سياسية لم تعد لها شرعية قانونية بسبب الاستقالات وتخلي قياداتها عنها".

وأشار المزريقي إلى أنّ "كلّ هذه المعطيات تجعل المواطن ينفر من هذه الأحزاب كونها تحولت إلى ما يُشبه الدكاكين العائلية، وبالتالي اليوم تعد كل أشكال التجمعات وتوحيد المعارضة ضربًا من الهروب إلى الأمام".

السعي للعودة

ويأتي هذا التطور في وقت أدخل فيه الرئيس قيس سعيّد، تعديلات دستورية وسياسية كبيرة منذ سنوات، ونجح في الفوز بولاية رئاسية ثانية في العام 2024.

وقال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إنّ: "في الواقع المشيشي لا يملك شعبية ولا رصيدا سياسيا يخول له الحديث عن توحيد المعارضة، وهناك ردود فعل مستنكرة لإعلانه حتى داخل قوى سياسية معارضة أصلاً وهو ما يفقد مبادرته مضمونها".

وأضاف العبيدي، في تصريح خاصّ لـ "إرم نيوز"، أنّ "فرص نجاح المشيشي في توحيد المعارضة ضئيلة خاصة في ظل وجود خلافات سياسية وأيديولوجية لا تزال تطبع العمل السياسي في تونس وأيضاً "افتقاره لخبرة تمكنه من قيادة حراك سياسي جدي للقيام بذلك".

وخلص المتحدث إلى أنّ "المشيشي يسعى إلى العودة للواجهة وهو يدرك أنه انتهى سياسياً مع سقوط حكومته في يوليو/تموز من العام 2021".

أخبار ذات علاقة

من الاحتجاجات في تونس

بعد استقالة أمين اتحاد الشغل.. ما مصير الإضراب العام في تونس؟

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC