صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
التزم اللاجئون السوريون في العراق الصمت إزاء العودة إلى بلادهم من عدمه، بعد أن سقط نظام الرئيس بشار الأسد، فيما أبدى بعضهم تخوفًا من "العودة بسرعة".
واستقبل العراق نحو ربع مليون لاجئ سوري مسجل رسميًا منذُ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، بينما تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 50 ألف آخرين دخلوا البلاد بصورة غير شرعية.
وتحدث "إرم نيوز"، مع عشرات السوريين المتواجدين في العاصمة العراقية بغداد، حيثُ أجمعوا على عدم العودة في الوقت الحالي، والانتظار إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا، واصفين أن الأمر "ما زال ضبابيًا".
وقال اللاجئ السوري، بشار العكيدي، الذي ينحدر من مدينة دير الزور، إن "ما تعرضنا له في بلادنا هناك لا يمكن تحمله، فنحن كنا تحت مرمى النيران بين كل الأطراف المتصارعة، لهذا هجرنا البلاد ونجونا بأنفسنا متوجهين إلى بغداد".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، "ما نجنيه هنا أضعاف ما سنجنيه في سوريا حتى لو عدنا الآن، فالوضع الاقتصادي سيحتاج إلى سنوات من العمل هناك ليتحسن، ولا نظن أن هناك من يمتلك عصا سحرية لتعويض السوريين عما عانوه طوال السنوات الماضية".
ويحل العراق في المرتبة الرابعة بعد تركيا ولبنان والأردن من حيث أعداد اللاجئين السوريين، حيث يتركز تواجد اللاجئين السوريين في إقليم كردستان خصوصاً من الأكراد الفارين من شرق البلاد، فيما اختار كثير منهم العاصمة بغداد وجهة لهم.
وتمكن اللاجئون السوريين خلال السنوات الـ10 سنوات الماضية من السيطرة على سوق العمل في القطاع الفندقي، خصوصًا مطاعم العاصمة بغداد، وهو ذات الأمر للاجئات السوريات في مراكز التجميل.
بدورها تحدثت اللاجئة السورية انجي كحالة، البالغة من العمر 34 عامًا، التي تنحدر من الساحل السوري، عن احتمالية عودتها بعدما لجأت للعراق منذ عام 2017.
وقالت لـ"إرم نيوز"، "إن قررت العودة فسأعود بعد شهر أو أكثر لأزور والدتي وإخوتي، ثم أعود للعراق، فأنا قد انسجمت هنا مع المجتمع العراقي، وبات لي وضعي الخاص وعملي الذي يدر علي كثيراً".
وتعمل، انجي، في إحدى أشهر مراكز التجميل في العاصمة بغداد، حيث "أتقاضى أكثر من 1000 دولار أمريكي في الشهر، هذا مع أكثر من 250 دولاراً أستحصلها من الزبائن كمكافئات، وهذا ما يدفعني ألف مرة للبقاء في بغداد، حتى وإن سقط نظام الأسد".
من ناحيته رجح عباس العلوي، (60 عامًا) الذي يعيش في العراق منذ 12 عامًا، أنه لا يتخذ أي إجراء للعودة خلال الأشهر الست المقبلة على الأقل.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "هذا القرار لا يمكن أن نتخذه الآن بسهولة، خصوصاً أننا لا نعرف كيف سيكون مستقبل البلاد، خصوصاً أننا هنا لا نعيش في مخيمات أو ظروف صعبة، نعمل ونجني مبالغ تكفينا لتحمل تكاليف السكن والعيش بالحد المقبول".
من جهته دعا عضو الجمعية العراقية لحقوق الإنسان، عادل الدهان، الحكومة العراقية لعدم إرغام السوريين على العودة للبلاد في الوقت الراهن، ومنحهم الوقت الكافي في العيش في البلاد لحين استقرار سوريا وزوال المخاطر الأمنية هناك.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "المنظمات الحقوقية تراقب وتتابع أحوال اللاجئين السوريين في العراق، والذين تحسنت أوضاعهم في السنوات الثلاثة الماضية مع سيطرتهم على سوق العمل رغم رصدنا لتشغيل سوريين من صغار السن، إلا أن الوضع العام جيد لهم".
وأضاف الدهان أن "النمسا أعلنت اليوم وقف النظر بملفات اللجوء للسوريين وقد ترحلهم على اعتبار انهيار نظام الأسد وتوقف القتال نسبياً هناك، لكن على الحكومة العراقية أن تتريث في أي خطوة تتخذها تجاه السوريين، حتى استتباب الأمن هناك، فإرغام هؤلاء على العودة الآن ممكن أن يعرضهم إلى تجارب مريرة مرة أخرى في حال اندلاع صراعات أخرى".