logo
العالم العربي

هدنة لبنان.. دور أمريكي يمهّد لـ"طرد النفوذ الإيراني"

هدنة لبنان.. دور أمريكي يمهّد لـ"طرد النفوذ الإيراني"
جندي إسرائيلي يقف بالقرب من مركبات عسكريةالمصدر: رويترز
29 نوفمبر 2024، 5:48 ص

توقع خبراء في العلاقات الدولية والشأن اللبناني، تعزيز الدور الأمريكي في لبنان في الفترة المقبلة وبشكل تدريجي مع إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي أطلق ضربة البداية لذلك بما تم التوصل إليه مؤخرًا من وقف الحرب بين ميلسشيا حزب الله وإسرائيل.

وأكدوا في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أنه على الرغم من أن ما تم التوصل إليه يعتبر هدنة "هشة" من المنتظر خرقها، إلا أنه سيتم من خلال بعض الترتيبات التي تقوم عليها واشنطن بالداخل اللبناني السير نحو إتمام اتفاق وقف إطلاق النار في ظل الضغط المتعلق بانتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت، ودعم الجيش اللبناني، لإنهاء أي مخاطر من الجبهة اللبنانية عبر حزب الله تهدد أمن إسرائيل مستقبلاً، وهو ما يمهد لطرد النفوذ الإيراني.

أخبار ذات علاقة

دمار ببلدة قانا جنوب لبنان نتيجة قصف إسرائيلي

صورة النصر والهزيمة بين حزب الله وإسرائيل.. من حسم الحرب؟

 

وأشاروا إلى أن مفعول الضغط الأمريكي المتعلق بإرساء هذا الدور من خلال التوصل إلى اتفاق حقيقي لوقف إطلاق النار، بدا واضحًا من خلال إعلان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بعد أقل من 48 ساعة من وقف الحرب، موعد جلسة انتخاب رئيس للبلاد في 9 يناير المقبل.

واستطاع فريق ترامب الانتقالي، من خلال خطوط اتصال غير مباشرة مع طهران، تفعيل ورقة عمل عليها آموس هوكستين، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن، لوقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي.

هدنة هشة

ويقول الباحث في العلاقات الدولية هاشم سليمان، إن ما حدث في لبنان عبارة عن "هدنة هشة" عملت أمريكا على ربط خيوطها من خلال فريق ترامب الانتقالي حتى تفتح المسارات في مدة قد تصل إلى بداية هذا العام، لإتمام اتفاق كامل.

وذكر سليمان في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن تحول الهدنة المهددة إلى اتفاق يكون بتعزيز واشنطن لدورها في لبنان، وهو ما انطلقت منه إدارة ترامب قبل استلام السلطة بما جرى مع إيران التي كانت شريكة في التوصل إلى ما أعلن عنه بوقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن تعزيز واشنطن لدورها في لبنان لإنهاء أي مخاطر في هذه الجبهة التي هددت أمن إسرائيل عبر حزب الله، سيستمر من خلال دفع إدارة ترامب وضغطها القائم بالفعل بمجرد إعلان الاتفاق، إلى اتخاذ إجراءات تخدم تقوية الاتفاق وعدم شرخه، في صدارتها إتمام انتخاب رئيس للجمهورية.

وأشار إلى أن تعزيز الدور الأمريكي سيكون حاضرًا في لبنان مع الإدارة الجمهورية، بالعمل على دعم الجيش اللبناني ليكون هو صاحب السلطة العسكرية الوحيدة ومن ثم ينعكس على إضعاف الوجود العسكري لحزب الله وحركة الميليشيات وحصر السلاح في يد الدولة.

 

الجيش اللبناني

وأوضح سليمان، أن انتقال الهدنة التي تعتبر ضعيفة حتى الآن إلى هدنة متماسكة ومن ثم إلى اتفاق يكتسب القوة عبر تحول الاتصال غير المباشر بين إيران وفريق ترامب حول وقف إطلاق النار إلى تعاون فعلي، يكون مع الوقت والتطبيق ونقل البنود الأساسية المهددة في الاتفاق إلى خطوات مفعلة على أرض الواقع.

أخبار ذات علاقة

الجيش اللبناني

بعد وقف إطلاق النار.. الجيش اللبناني أمام أصعب مهمة منذ تأسيسه

 

تعزيز الدور الأمريكي

فيما يؤكد المحلل السياسي اللبناني ميشال أبو نمر، أن تعزيز الدور الأمريكي في لبنان سيكون على المدى المتوسط وبشكل تدريجي، ولكن هذا لن يمنع من تجدد المواجهة وخرق الهدنة في مشاهد متقطعة وعلى فترات، لافتًا إلى أن وقف إطلاق النار لم يرتقِ إلى شكل الاتفاق حتى الآن، متوقعًا اختراق هذه الهدنة عبر اعتداءات إسرائيلية تحت مبررات أن حزب الله لم يلتزم بشروط الهدنة.

وبين أبو نمر في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن تل أبيب ستجد الحجج الكافية لكي تتابع عملياتها ولكن من خلال ضربات مختارة بعد أن حققت الهدف الأكبر من العملية العسكرية في لبنان، بفصل جبهة غزة، وإخراج حزب الله من الجنوب حتى شمال الليطاني، ليكون الانتقال إلى مرحلة "الصيد"، أي أن تستهدف من ترغب أينما تريد، وتضرب أهدافًا محددة في أماكن مختلفة تحت شعار حماية أمنها على إثر ما ستعمل على ادعائه، بخروج حزب الله عن بنود الاتفاق.

وأضاف أبو نمر أن حزب الله لن يتوقف أيضًا من ناحية أخرى، عن إعطاء إسرائيل المبررات، باستكمال المقاومة "الكاذبة" على حد وصفه، وسيدعي الانتصار وما يشبه ذلك.

واستكمل أن الدور الأمريكي في لبنان مستهدف عبر إدارة ترامب التي ألقت بثقلها في هذا الملف حتى قبل دخول البيت الأبيض، وستبني على ذلك إعادة رسم الداخل اللبناني، بهدف ألا يكون مهددًا لأمن إسرائيل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC