ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
على عكس الظروف التي جعلته "رئيس وزراء توافقياً" إثر أزمة عام 2022 في العراق، استطاع محمد شياع السوداني أن يعزز موقعه عبر الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أظهرت نتائجها أنه صاحب الحظ الأوفر في الاحتفاظ بالمنصب، وبدعم من كتلة برلمانية وازنة هي ائتلاف "الإعمار والتنمية" الذي شكله وترأسه بهدف خوض الانتخابات.
كتلة وازنة
إعلان السوداني أن ائتلافه "تصدر الانتخابات"، جاء عقب إعلان المفوضية العليا للانتخابات نتائج أولية أظهرت إحرازه أكبر عدد من الأصوات، وهو ما يعزز موقعه في الحياة السياسية.
ورغم أن الانتخابات لا تشير إلى تغيرات عميقة في المشهد السياسي العراقي، إلا أنها أظهرت أن البلاد صارت أمام تنوع أكثر في الأحزاب والقوى السياسية، بعدما توزعت الأصوات التي كان يحظى بها "الإطار التنسيقي" برئاسة نوري المالكي (ائتلاف دولة القانون)، ولعل أبرز ملامح ذلك التحول هو تعزيز موقع رئيس الحكومة.
كانت المشاركة السياسية للسوداني قبل تسميته رئيساً للوزراء، عام 2022، تقتصر على المناصب الرسمية إذ شغل منصب وزير في عدد من الحكومات العراقية، قبل التوافق عليه لرئاسة الحكومة بعد نحو عام من أزمة سياسية في العراق.
بدأت الأزمة حين احتدم الصراع بين "الإطار التنسيقي"، و"التحالف الثلاثي" الذي كان يضم "التيار الصدري"، وكان يحظى بأعلى تمثيل في البرلمان، على طريقة اختيار رئيس الحكومة، وتصاعد الخلاف حتى قدم أعضاء التيار الصدري استقالاتهم، ولاحقاً أعلن زعيم التيار مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي.
انتهت الأزمة السياسية باختيار البرلمان العراقي لعبد اللطيف رشيد رئيساً للجمهورية، والأخير قام بتكليف السوداني مرشح "الإطار التنسيقي" (الذي تدعمه إيران)، رئيساً للحكومة.
وسبق أن أعلن "التيار الصدري" معارضته لتكليف السوداني بتشكيل الحكومة عام 2019.
بين قوتين
أعلن السوداني تشكيل تحالف "الإعمار والتنمية" الانتخابي في 20 مايو 2025، ويضم عدداً من الأحزاب السياسية والنواب المستقلين، وهو ما يجعله قوة جديدة في البرلمان قد تتمكن من إعادة تكليفه برئاسة الحكومة، ليحافظ على المسار الذي انتهجه السوداني في محاولة التوفيق بين طهران وواشنطن، في سياسته حسبما أظهر في السنوات الماضية، وهو في الواقع ما ظهر من أول تصريح له أعقب ظهور النتائج حين قال: "سنراعي مصالح الجميع حتى من اختار المقاطعة، فالعراق للجيمع وسيظل للجميع".
وكان السوداني رد على تحذير وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث بخصوص الفصائل المسلحة، بأن ربط نزع سلاح تلك الفصائل بالانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق.
وحسب الدستور العراقي فإن مرحلة اختيار رئيس للوزراء ليشكّل الحكومة، تبدأ بعد انتخاب برلمان جديد، يسمي رئيساً للجمهورية، والأخير يكلف مرشح "الكتلة النيابية الأكبر عدداً" بمهام منصب رئيس الوزراء.
وكما في كل تحول سياسي في العراق، تكون إيران حاضرة عبر حلفائها، ولكنها في الانتخابات الأخيرة تواجه واقعاً مختلفاً، إذ إن نفوذها يشهد تراجعاً بعد خسائر مُنيت بها في عدد من المواقع مثل غزة أو لبنان، أو اليمن، أو سوريا.
ولهذا فإن طهران تسعى للمحافظة على ما اكتسبته في العراق، وهو البلد الذي بدأت توسع نفوذها فيه بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وفي المقابل تسعى واشنطن لتحجيم دورها، لتبقى الساحة العراقية أبرز مناطق الصراع حالياً بين القوتين.
