جددت ميليشيا الحوثي حملتها الأمنية ضد المنظمات الأممية والوكالات الدولية الإنسانية وموظفيها العاملين في مناطق سيطرتها، بعد أيام من الهجوم الإسرائيلي النوعي الذي أدى إلى مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من أعضائها.
وقالت مصادر حقوقية يمنية، لـ"إرم نيوز"، إن وحدات أمنية من جهاز "الأمن والمخابرات" لدى الحوثيين اقتحمت خلال الساعات الماضية مقرّ برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في صنعاء، وصادرت جزءاً من محتوياته وعبثت بما تبقى منها.
وأشارت المصادر إلى أن عملية الاقتحام تزامنت مع فرض وحدات أخرى من الجهاز ذاته حصاراً على مقر منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في صنعاء.
في غضون ذلك، عاودت ميليشيا الحوثي حملة الاعتقالات بحق موظفي مكاتب المنظمات الأممية والوكالات الإنسانية في العاصمة صنعاء وفي محافظة الحديدة، غربي البلاد.
وذكرت المصادر الحقوقية أن الحوثيين اعتقلوا عدداً من الموظفين اليمنيين لدى هذه المكاتب في المحافظتين، واقتادوهم إلى معتقلات غير معروفة.
بدورها، عبّرت الحكومة اليمنية الشرعية عن إدانتها "الحملة المسعورة التي تشنها ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران ضد موظفي الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها".
وأكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، اقتحام الحوثيين مقر برنامج الغذاء العالمي في صنعاء، واختطاف 2 من موظفيه واحتجاز الباقين داخل المبنى، "إضافة إلى فرض الإقامة الجبرية على موظفين أمميين في منازلهم، واختطاف حراسة منظمة اليونيسف، وشن حملة اختطاف مماثلة بحق موظفين في محافظة الحديدة لم تتضح حصيلتها بعد"، طبقًا لما جاء في تصريحه لوكالة الأنباء الحكومية "سبأ".
وقالت الحكومة إن هذه التطورات "تأتي في ظل استمرار الميليشيا باعتقال العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومكتب المبعوث الأممي والسفارات الأجنبية".
واعتبرت "هذه الانتهاكات الجسيمة امتدادًا لنهج الحوثيين القائم على التنكيل بالعاملين في المجال الإغاثي والإنساني، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي والإنساني ولكافة الأعراف والمواثيق الدولية"، مشيرة إلى تحذيراتها السابقة من خطورة استمرار عمل المنظمات الدولية في مناطق سيطرة الحوثيين، ودعوة الحكومة المتكررة إلى نقل مقارها للعاصمة المؤقتة عدن، "حيث البيئة الآمنة والمستقرة لعملها، وضمان استمرار تقديم خدماتها الإنسانية بعيدًا عن الضغوط والابتزاز".
وطالبت الحكومة المجتمع الدولي بـ"الاضطلاع بمسؤولياته إزاء هذه الممارسات الإجرامية، والتحرك الفوري لضمان سلامة الموظفين الأمميين كافة"، داعية الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وباقي دول العالم إلى اتخاذ خطوات عملية لتصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية عالمية"، والعمل على تجفيف منابع تمويلها.
ومنذ منتصف العام الماضي، بدأت ميليشيا الحوثي حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من موظفي المنظمات الأممية والوكالات الإنسانية الدولية؛ بهدف ممارسة ضغوط على المجتمع الدولي، تحت ذريعة "إحباط أنشطة استخباراتية تابعة للولايات المتحدة وإسرائيل"، وهو ما أدى إلى توقف معظم الأنشطة الإغاثية في مناطق الحوثيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية، ما يهدد نحو 20 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الخارجية.