قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن فصيلا مسلحا ألزم مواطنين من الطائفة العلوية بالنزوح من منازلهم في حي السومرية بدمشق تحت التهديد.
ونقل المرصد عن أهالي الحي أن الأوامر الأخيرة التي وصلتهم شفهيا منحتهم حرية الاختيار بين البقاء أو الرحيل، في حين أكد آخرون أنهم تلقوا تهديدات بالقتل في حال قرروا البقاء.
إلى ذلك، مُنعت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية من الدخول إلى الحي واستطلاع آراء السكان، وسط تشديدات أمنية في المنطقة.
وشهد الحي خلال الساعات الماضية حالات نزوح واسعة باتجاه المجهول، وسط مخاوف كبيرة لدى من تبقى من السكان، في ظل غياب وزارتي الدفاع والداخلية عن المشهد، مقابل بقاء السيطرة الكاملة للفصيل المسلّح الذي يهدد الأهالي.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، أبلغ عناصر الفصيل بعض السكان بشكل مباشر بأنه "حتى لو جاءت رسالة من الرئاسة، لا يمكن أن يبقى أحد منكم في هذه المنطقة".
يشار إلى أن حي السومرية هو حي يقطنه غالبية من أبناء الطائفة العلوية، ويشهد توتراً متصاعداً نتيجة الضغوط والانتهاكات، حيث شوهد عناصر الفصيل وهم يرتدون لباس "الأمن العام" ويعتدون بالضرب على نساء، إلى جانب منع الأهالي من توثيق أو تصوير ما يجري، وفقا للمرصد.
وأكد المرصد السوري أن استمرار عمليات التهجير في حي السومرية ينذر بتكرار السيناريو ذاته في أحياء فقيرة أخرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية، الأمر الذي يهدد بمزيد من التصعيد والانتهاكات بحق المدنيين في العاصمة دمشق.
ووفقاً لمصادر المرصد، غادرت أعداد كبيرة من العائلات الحي، فيما بقي عدد قليل داخل منازلهم، وتُركت العائلات التي أُجبرت على الخروج دون مأوى.
وفي أحدث التطورات، صدر أمر يقضي بإخلاء المنازل بشكل كامل حتى الساعة السادسة من مساء اليوم، تحت طائلة هدمها بالجرافات في حال عدم الامتثال.
وبحسب المصادر، كانت شخصيات علوية مقربة من القصر الجمهوري، إلى جانب أحد رجال الأعمال، قد تدخلت أمس لتهدئة التوتر بعد تهديد الأهالي بقطع أوتستراد المزة، حيث وُعد السكان بإيجاد حلول واحتواء الموقف، إلا أن فصيلاً مسلحاً عاد لاحقاً وأصدر إنذاراً جديداً يُلزم الأهالي بمغادرة الحي.