كشف مسؤولون إسرائيليون عن خطة جديدة لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، تتضمن الالتزام بالأهداف التي أعلنتها إسرائيل مع جدول زمني طويل قد يمتد بضع سنوات، مع تعثر تطبيق الاتفاق الحالي بناء على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتكشف خطة "غزة الجديدة" التي نشرت تفاصيلها صحيفة "يديعوت أحرنوت" تطبيقاً مختلفاً وتفسيرات مخالفة لما ورد في خطة ترامب لإنهاء الحرب، مع قدرة إسرائيل على فرضها كأمر واقع في ظل موازين القوى الحالية.
وتتضمن الخطة إعادة توطين نحو مليوني فلسطيني في مناطق جديدة خاضعة لإسرائيل شرق الخط الأصفر، وتفريغ المناطق الخاضعة لسيطرة حماس من المدنيين بالكامل، وملاحقة عناصر حركة حماس في هذه المناطق تدريجيا.
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور، أن الخطة تتحدث عن خلق واقع جديد تُحاصر فيه حركة حماس على المدى الطويل، ويُعاد الإعمار في منطقة من غزة تكون تحت السيطرة الإسرائيلية والأمريكية.
وقال منصور لـ"إرم نيوز": "للأسف الاتفاق الحالي غير محدد بجداول زمنية ولا أدوات ملزمة، وهو متعسر في مسألة القوة الدولية وآليات تنفيذ المراحل التالية".
وأضاف "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يضع شروطًا لذلك، ويبدو أن البديل أو الشكل الآخر الذي تفكر فيه إسرائيل والولايات المتحدة للاتفاق هو تحويله لخطة أخرى".
وأشار إلى أن الخطة الإسرائيلية الجديدة تُخرج حركة حماس والسلطة الفلسطينية من المعادلة تماماً، عبر الحديث عن إقامة تجمعات سكنية للفلسطينيين من غزة في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
وتابع: "أخطر ما في الخطة الجديدة أنها ستُكرّس تقسيم قطاع غزة كأمر واقع، وتُلغي أي تمثيل فلسطيني حالي أو مستقبلي يربط بين أجزاء القضية الفلسطينية وجغرافيتها، ومحاصرة حركة حماس في مناطق في شريط على البحر، والقضاء عليها تدريجيا في تلك المناطق".
وقال إن "توقيت نشر الخطة قد يكون بالون اختبار، لكنه يعكس توجها تريد إسرائيل تطبيقه؛ لأنه لا يفرض عليها أية التزامات، ويتيح لها حرية التحرك والتصرف وتقرير مصير غزة بمعزل عن فلسطين".
ويرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير بالشأن الإسرائيلي حسين الديك، أن واشنطن وتل أبيب تعملان على إعادة هندسة قطاع غزة بما ينسجم مع الرؤية الإسرائيلية والأمريكية.
وقال الديك لـ"إرم نيوز": "هذه الخطة تأتي في ظل تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية، وتمسك كل طرف بمواقفه: إسرائيل ترفض الانسحاب، وحركة حماس ترفض تسليم السلاح".
وأضاف: "هناك خيار آخر سيتم فرضه، وهذا الخيار هو الخيار الأمريكي، وهذا ما يرضي واشنطن وتل أبيب"، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تعبر عن ميزان القوة على الأرض الذي يميل لصالح إسرائيل.
وتابع: "هذه المبادرة تصب في المصلحة الإسرائيلية بالدرجة الأولى، ومن المستبعد أن يكون طرحها عبارة عن مناورة سياسية أو بالون اختبار".
وقال: "بتقديري أن هذه الخطة قابلة للتطبيق وقابلة للفرض بالقوة من قبل تل أبيب، خاصة بعد الضغط على الفلسطينيين في غزة، عبر الحصار والإغلاق المطبق".
وقال: "أخطر ما في هذه الخطة أنها تعيد السيطرة الإسرائيلية الكاملة على قطاع غزة وتُخضع القطاع غزة للاحتلال المباشر، إضافة إلى ذلك، فإن الحديث عن أي كيان سياسي فلسطيني مستقبلي سيكون معدومًا، وسيُعيد القضية الفلسطينية إلى المربع الأول الذي كانت فيه أيام عام 1967".